يقولون أن الجليد سيستمر
ولذلك أنا أذهب هناك
أضطر أن أصدقهم لأنني أثق بالناس
رغم أنهم يدوسون عليها .
***
بطبيعة الحال ، البوابات مفتوحة
وأنا ، مجبر على الاستمرار برباطة جأش
لأن سنتي في الحياة الهدوء والشجاعة ،
أنزل الماء بحيوية مرتديا قبعة القبطان
ألوح بيدي للشاطئ بابتسامة حزينة ،
” وداعا ، ايها الأحبة ، وداعا أيها العزيز .”
ليعود الجليد يخيم فوق رأسي بضغطة زر.
العنوان الأصلي والمصدر :
Farewell , Edward Field , Foundation of American Poets ,
يحاول فيلد في هذه القصيدة الصغيرة ” الوداع ” أن يلقي الضوء على مسألة الثقة والشك . أحيانا تثق بخص ما حد الجنون لتكتشف فيما بعد أنك لا تساوي عنده شيئا . يشرح لنا فيلد أن الثقة مسألة تبادلية تثق بالأخرين وهم يبادلوك نفس الثقة .
يستخدم الشاعر الرمزية في قصيدته ليعبر عن فكرة هامة تقول ” يمكن تدمير الثقة بسهولة” . الثقة هشة وسهلة التحطم مثل الثلج . على سبيل المثال ، هناك بيت يقول :
رغم أنهم يدوسون عليها .
بطبيعة الحال ، البوابات مفتوحة
وأنا ، مجبر على الاستمرار برباطة جأش
” يدوسون” على الجليد و” بطبيعة الحال” هنا رمز يدل على أن الثقة مثل الجليد .
الصور الشعرية في قصيدة ” الوداع ” كثيرة إذ أن الشاعر يعبر عن اعتقاده وايمانه المطلق أن الثقة سهلة التفكك والتفتت وهشة مثل الثلج . أما الصورة الثانية فنجدها عندما يقول :” أنزل الماء بحيوية مرتديا قبعة القبطان ، ألوح بيدي للشاطئ بابتسامة حزينة ” وهذا يشير إلى استسلام الشاعر وقبوله للثقة المحطمة لأن ” النزول للماء بحيوية ” صورة تشير إلى أن الشاعر يحضر نفسه مسبقا لتلقي الصدمات من الأعزاء والأحباب . وهذا يفسر لنا اعتقاد الشاعر فيلد الذي يقول بأن الإنسان عندما يضع ثقته في شخص ما عليه أن لا يتوقع مبادلته الثقة فقد يكون هناك خداع ومواربة ومخاتلة .
القصيدة توصل إلينا رسالة مفادها أن علينا أن لا نعتمد دائما على ثقتنا بالأخرين ويجب أن نتوقع الغدر والخيانة في أي لحظة ويجب أن نتجاوز الصدمات والعراقيل في الحياة فقد يأتينا شيء غير متوقع ومن دون انذار فيه خيانة وغدر تكاد تحطم كل شيء .