عندما تنهد البدر قصيدة عمودية فصيحة على البحر الكامل تمثل الادب الملتزم مضمونا وافصاحا مع ان القصيدة غزلية بامتياز , فانت امام قطعة موسيقية راقية وعذبة ترتقي مساء العشق في حديث البدر الهائم في ذكريات العشق كلما اشتاق وهاج حنين يتنهد شوقا لتلك اللقاءات حيث النجوم ترقبه والآمال تبقيه ساهرا يطل على موعد كان بالأمس لا يخلف الحضور فتشدو الشاعرة نجاة الماجد عبير حروفها بعاطفة وارتقاء في مناجاة الحبيب الحاضر بذكرياته يقف على نبض القصيدة تحاكي ويناجي دون كلل كي يسعف نزف اهات البعاد. تأخذ الشاعرة نجاة مساحة واسعة من التأمل بين ماهية الفكرة وانطلاق صور التشبيه حيث هذا البدر هو رمز العشق والجمال ورفيق سمر الاحبة يتنهد ظمأ الوصال ويشكو غياب الاحبة كيف لا وهو المشتكي عند الشاعرة نجاة. لقد اوجدت الشاعرة في قصيدتها ايقونة بمفردات خصت بها قصيدتها من حيث الدلالة والاشارة في فضاء الكلمة حيث البدر والنجوم والسماء واستخدمت التناص مما يدل على مخزون لغوي عند الشاعرة جعلت منها قادرة ان تبني قصيدتها بحرفة ابداعية غير مرغمة على الزج ببدائل المفردة لهثا خلف القافية وهو الامر السائد في كثير من قصائد الشعر العمودي الموزون في الشعر الحديث . وفي المضمون تنتقل الحالة الشعورية عند الماجد في محورين بين شكوى الغياب و مناجاة الحبيب . انتقلت الشاعرة في تصورات مشاهدها الى حوارات صارخة تشكو اسباب القطيعة تتصاعد وتيرة استحضار العتاب والحنين لذكريات العمر الخالدة بالجمال وتساؤلات داخلية ينطقها الوجد , ما الذي بدل حاله ؟ وهو من جعل كل من حوله بهيج لينطق القصيدة جمر المتناقضات والمفارقات بحنين للماضي المفعم بالحياة والحاضر المهزوم دونما اسباب بينما نداء القلب ووجع العاشق يفتش عن كواليس الاعذار الحائرة . … عرِّجْ علينا إن مررتَ بساحِنـا سلِّم علينا لو وراءَ حِــــــجـابِ ودعِ العواذلَ والنجومَ لبُـرهـةٍ يرقـينـنا بتلاوةٍ وكتـــــــــــابِ فلرُبما عينٌ أصابت حُبــــــنـا فغدا الحبيبُ كسائرِ الأغرابِ ترتقي الصورة الشعرية في ترابط النص ووحدة الموضوع في عموم قصائد الشاعرة نجاة وفي قصيدة عندما تنهد البدر حيث المفردة المنتقاة في خطوط سفر القصيدة عبر الشكوى والمناجاة حتى الوقوف على امل اللقاء . حيث استخدام المفردة الجزلة الواقعية بعيدا عن الرمزية والايحاءات المتضمنة كثيرا من قصائد الغزل فقد امتاز شعرها بجمال البديع من حيث التشبيه التمثيلي والضمني واستخدامها ايضا للمحسنات البديعية بين الطباق والجناس والسجع . … وامكثْ قليلاً في الجوارِ لعلَّـهُ يحيا الغرامُ بعـودةٍ وإيــــــابِ