كتبت. إحسان مارديني. مقالة تحليلة حول رواية (دوامة الأوغاد).

كتبت الأديبة. احسان مارديني. مقالة تحليلة. حول رواية (دوامة الأوغاد).

…………

كنت وعدت الصديق محمد فتحي المقداد ، بقراءة روايته دوامة الاوغاد وتقديمها للقراء ، وكنت انتهيت من قراءتها يوم 5ديسمبر وشاءت الظروف أن أعجز عن الكتابة ..

دوامة الاوغاد ..المكان قرية أم الخنافس ..وللتسمية حكاية اسطورية تحيلنا إلى الخنفساء في الحضارة الفرعونية مثلا حيث يدل وجودها في مكانٍ على وجود كنز ..في الرواية هنا الشيء الكثير من ذلك .

الفترة الزمنية ، فترة حكم البعث ..بشعاره الوحدة والحرية والاشتراكية ..وتصاحب هذه الشعارات مع نقائضها على مستوى التطبيق ..فالفرقة والقمع والطبقية المستغلة هي الحاضرة . والخوف حدّ الخرس هو المهيمن .

الشخصيات ، النمس ، المنحوس ، رامز ، ماجد ، فهيم ، عطا الله ، فارس ..ولكلٍ من اسمه نصيب .

الضيعة فضاء يقوم على الطيبة والنقاء والفاقة كأية ضيعة .. وحضور النسوة حضور كعادته محتشم لايتجاوز مهمة ربة البيت ..أما وزوجة وعاملة في الحقل ، تتعرض للقهر والاضطهاد وتنتظر بفارغ صبر أن يكبر الأبناء لتشعر بكيانها .. لم يشذ عن هذه الصورة سوى حضور شمسة المعلمة الفائقة الحسن القادمة من خارج الضيعة .

أم الخنافس هي عيّنةٌ صغيرة عن الوطن الكبير بما فيه من أجهزة أمنية ومخافر شرطة ، وممارسات سلطوية أبشع وأشد رداءة ..وتناحر قوى مابين الضيعة والسلطة الاقوى في العاصمة .

قهر ومظالم وافتراء ورمزية ..متعمدة اغتصاب رئيس المركز الأمني للشاب الذي توسط له والده أن يعمل كحارس ..هو اغتصاب جسدي واغتصاب على مستوى الموقف والفكر ..المعلمة الجميلة يجب أيضا أن تتعرض لنفس الفعل ولكن تحت عنوان الحب ..

وماجد الفتى الفطن والذي يرقب كل حركة صحبة صديقيه يردد عبارة سجل يا تاريخ .. خلاف واختلاف مابين عقيد وعميد .. والموضوع خريطة كنز …يقتل العقيد أو ينتحر ..ويرسل العميد بطائرة تنزل سرا ..تحمل الكنز وتمضي .. يشعر الأنقياء أن لا مكان لهم فيغادرون .. هي دوامة الاوغاد بحق هو زمن الاوغاد ..بحق . عبر اسلوب سلس ولغة شفيفة ..ترسم صورة الضيعة ..حتى تألف شخوصها والأماكن ..تجلس معهم في المضافة ..وتجوب الأزقة …أهي رواية راصدة لواقع ، أم أنها استقرأت قادم الأيام ..والحال ما أشبه كنز ام الخنافس بخزائن البنك المركزي في دمشق …