لفتات مضيئة في قصص ناريمان أبو اسماعيل/  بقلم الشاعر والناقد الأردني عبدالرحيم جداية

المعلمة والأب والدائرة والقصة القصيرة جدا كلهم شركاء في الجريمة المعلمة الضخمة صورة نمطية لمن نكره من الأشخاص فنبالغ بوصفه ليكون سقوطه على قدر ضخامته.

الأب مأساة العصر والتطور التكنولوجي الفارغ من المشاعر والذي لا زال يمثل سلطة القمع وترتيب المشاعر كما يراها لا كما نحسها ونعيشها مشكلا مجلس وصاية من أخت كبرى تدور في فلك السلطة وزوج لم تنجبه ثورة القلب وحرية الحب بل هو جزء من نظام السلطة الاجتماعية التي يحركها بسلطة الصولجان.

الدائرة فارغة لكنها لم تتسع لراقصة تبحث عن ذاتها عن وجودها في مساحة الدائرة لتجد المحيط يركلها بعيدا وتبقى الدائرة مغلقة حتى لو عرفنا قطرها وحسبنا مساحة وطول المحيط، من أغلق الدائرة غير عبثية لعبت بالموازين الكونية فهل يمكن لتلك الراقصة أن تجد شكلا هندسيا يليق بفرحها وروحها التواقة للرقص هل يخون القلم صاحبه، أم يخونها في أحلامها وهي تحلق كفراشة وتظن أنها أميرة ذلك المساء فعندما دقت الساعة الثانية عشر وجدت حذاءها ومنديلها ولم تجد عربة تنتظرها ولم يحضر الأمير أصلا وكان حفلا عابرا في قصة قصيرة جدا جدا جدا قصص ناريمان أبو اسماعيل التي نشرت على صفحات الدستور الأردنية موضع النقد:

قصص قصيرة بقلم ناريمان أبو اسماعيل ولا حرف مابدي أسمع ولا حرف بدي أرن الإبرة أسمع صوتها . بهذه العبارة عرفتنا المعلمة الجديدة على نفسها . أذكر أنه وبالرغم من صغر سني أنني عرفت ما يتوجب علي فعله في حصتها فكنت أجلس ساندة ظهري بزاوية قائمة ويداي مشبوكتان فوق المقعد .

عيناي موجهتان نحوها . كنت أشبه بصنم لا ألتفت يمينا أو يسارا حتى لا تفلت مني كلمة أتبادلها خطفا مع زميلاتي فتراني وتتقدم نحوي بجسدها الضخم وقد رمقتني بنظرة حادة رافعة أحد حاجبيها صارخة في وجهي حكيت ولا حرف بدي أرن الإبرة أسمع صوتها .

أذكر أنني عرفت ذلك جيدا وأذكر أنني لم أخرق قاعدتها تلك ولو لمرة واحدة ولكنني إلى اليوم ما زلت لا أعرف لماذا عاقبتني بالضرب بالعصا على يدي الصغيرتين عندما تلعثمت بقراءة الدرس لحظة طلبت مني ذلك موت وبخني أبي ورمقني بنظرة غاضبة لأنني تثاءبت في حضرته لا بأس فهو لا يعرف أنني أعاني من ضيق في الشعب الهوائية . أبي لا يعرف أشياء كثيرة فهو لا يعرف مثلا أنني لم أكن أرغب بتخصص الرياضيات ولا يعرف أيضا أنني لم أنسجم مع صدحيقاتي اللواتي كلف أختي الكبرى باختيارهن لي عندما دخلت الجامعة ولا يعرف أيضا أنني أكره زوجي الذي يراه أحسن شباب العائلة لكن أهم ما لا يعرفه أبي أنني ميتة منذ سنوات طويلة رقص اقتربوا تشابكت الأيدي ذكورا وإناثا تحلقوا شكلوا دائرة بدؤوا الرقص أحببت مشاركتهم دخلت الحلقة ورحت أرقص أعي تماما أنني كنت حريصة على مكاني في الحلقة لكنني ككل مرة وبعد لحظات قصيرة أنتبه لأحد نفسي أرقص وحيدة خارج محيط الدائرة الكاتب الكبير تحقق حلمها وأهلها ذلك الكبير ووعدها أن يحتفي بها أميرة هاربة من أجمل قصصه حلقت كفراشة سعدت سعدت كثيرا لدرجة أنستها أنه يحترف من الأدب فن القصة القصيرة جدا

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!