بسم الله الرحمن الرحيم
{{ أبناء وطن غرباء}}
تقديم الدكتور احمد محمد شديفات / الأردن
عجبا كيف يتم التمييز بين أبناء الوطن الواحد الذين رضعوا من ثدي واحد..
أحدهم يأكل بمعلقة من ذهب ؟؟؟
والآخر بخاشوقة من خشب !!!
كنت أجلس مع مجموعة من الرجال يتحدثون عن الواصلين والمقاطيع،
وقد دللوا على صدق كلامهم مع من خدموا تحت أمرتهم من تلك الفئة في مرافق الحياة,,,,
إذن كيف تقنع هؤلاء أنهم سواد الأمة وعامتها….. وأن أولئك هم ساداتها وكبرائها….
تذكرت السيرة الذاتية لكل من هؤلاء ،،،،،،
فالسيرة تعني قائمة يندرج فيها خبرات وسنوات وحالات وإحالات ومصفوفات….
فيها ما فيها من غث وسمين، وخلط وعجين |||||
وعرض حال لأحد المساكين الذي جد وكدح وأجتهد ونثر أوراقه ليلتقط حبات رزقه بعد سنوات
حبة حبة مرددا :-
أن حظي كدقيق *
فوق شوك نثروه *
ثم قالوا لحفاة *
يوم ريح أجمعوه *
قلت يا قوم اتركوه *
إن من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه *
فصاحب السيرة المعهودة :-
يطرق باب الوظيفة ليراجع الدواوين والمؤسسات الحكومية والأهلية والشركات المساهمة المحدودة التي تخص الأحباب ليحصل على رزقه كغيره من العباد ,
فيجد وراء كل باب مُوصِد سكرتيره (رقيب}}}}}}}}}}}}}}
تلبس ثوب قَشيبُ فيجد أنه لابد من طرق تلك الأبواب والاستئذان ليقدم سيرته الذاتية ]]]]]]]]
ليعرف من خلالها على أوصافه العلمية والعملية، والأهم صلاته الشخصية في أية أجهزة مهمة خدماتية أو شخصيات مازالت تصول وتجول ولها سلطة فردية في الدوائر الحكومية أو المدنية ــــــــــــــ
أو له رابطة مصاهرة أو نسب أو قرابة نسائية,
كل ذلك يسهل له الحلول الإدارية ويسرع في إيجاد وظيفة له محفوظة غير منسية ومخفية ,,,,,,,,
وللنظر الآن في السير الذاتية ماذا يحصل:-
صاحب السيرة المعهودة والواسطة ,,,,,
يطرق باب السكرتيرة (رقيبٍ}}}}}}
قائلا :- بلا خجل أو وجل اين المسئول العم؟؟؟؟؟؟
تقول له :-
تفضل أدخل وبدون استئذان يدخل ويلقي التحية !!!!
ثم يلج على العم المسئول ….
ويقول صاحب السيرة :- يسلم عليك؟ وقبل أن يكمل كلامه يقفز المسئول (عتيد)عن مكتبه…
ويقول له:- جئت أهلا ووطئت سهلا ،من مشيت على رجليك حتى جئت ؟؟؟
ورحب به وأنبسط له وضحك ضحكة الرضى والسعادة في وجهه وقفاه ؟؟؟
وسأله العم عتيد :- عن صحة الوالد والأعمام والأهل والأولاد ,
وبدأت الابتسامات والمجاملات، وأين ومتى تم الانتهاء من الدراسات؟
وإن شاء الله كانت على حساب صندوق المعونات !!!!!
وتجاذبا وشدا أطراف الحديث /////
وقال المسئول العم (عتيد):-
أذكر خالك وأبن عمك الذي طار صيته وعم الوهاد والبلاد والعباد والبقاع ||||
وأنت تستأهل وأبن كرام وعلى شان عين إلي خلفوك تسلم مرجعيون ؛؛؛؛
عندها نادى المسئول العم (عتيد):-
بصوت حنون على السكرتيرة(رقيب)ذات الثوب القشيب ؟؟؟
فقال :- فنجان قهوة على السريع من درج مكتبي خاص للضيافة …
وخذي طلب الأستاذ-هذا أول لقب له الأستاذية بالمجانية !!!
وغدا ولكثرة التوصيات ومسح الجوخ سيحصل على دكتوراه فخرية من أية جمعية خيرية أو جامعة منسية دون المرور بأية مراحل دراسية أو معادلات الشهادات الجامعية ؟؟؟؟
وإنما قفزا آليا لابن خالي الغالي——
ثم تابع المسئول العم (عتيد) وقال :-
وإذا راجع فيما بعد من عهد قريب ،،،،
فلا يقف على الباب وأعطيه موعدا محددا ليلتحق بوظيفته مسئولا كبيرا،،،،
قالت السكرتيرة(رقيب) عم عتيد من باب التذكير وبلهجة خافته بطريقة الاستشعار
سيدي :- الأمر يحتاج لمسابقة ومقابلة !!!!
قال المسئول عم(عتيد) صهٍ صهْ، فقد تم وصدر الأمر وأنتهى /////// أقول لا تكملي حديثك؟
السكرتيرة (رقيب) :- تلتزم الصمت///////
ثم تجيب أمر سيادتك أنت أعرف بالأمور أين تسير ومتى تصير ولا يوجد منك تقصير – وهمست وتمتمت- وإلا كيف أصبحت أنت مسئولا وغدا وزير-
صاحب السيرة العجين زغرد وطار فرحا على علو نسبه وواسطته وحسبه وقرابته والألقاب التي التصقت به على الباب كأنه مغناطيس وقع بين دبابيس ——
ثم ننظر المفارقة العجيبة فقد دخلت وجاءت سيرة جديدة نظمت كعقد اللؤلؤ المكنون بالمعرفة والاجتهاد والسهر والليالي الطوال والتقدم والامتياز والخبرات………….
إلا إن صاحبها من عائلة فقيرة غير معروفة ولا مألوفة,،،،،،،،،
والده موظف بسيط خدم الوطن وعوضه الله بهذا النابغة الذي تقدم على زملائه وأترابه وأحبابه
حصل على جميع العلوم والتجارب…..
فدخل ابن الفقير على نفس المسئول بعد أن تخطى السكرتيرة (رقيب)بصعوبة،
ودخل على المسئول عبوس(عتيد):-
فوجده منهمك في أوراقه وينفث سيجارته ويشرب قهوته ويتكلم بهاتفه ويتأفف مرات عديدة غير مهتم بمن هو أمامه …………….
ورفع رأسه متثاقلا دون اهتمام ونظر من فوق نظارته ………….
قائلا من أدخلك الى مكتبي- ملك أبيه ؟؟؟؟؟
قال المسكين ابن الفقير:-
بعد أن تمالك نفسه وبرهبة غير معهودة ،،
مكررا استأذنت استأذنت السكرتيرة(رقيب)قبل قليل فأذنت لي بالدخول,
قال عتيد؟ هل لك موعد لمقابلتي ,
قال أبن الفقير:- نعم الإعلان المنشور على صفحات الصحف اليومية؟؟؟؟
قال عتيد :- إذن أنت ممن تكون؟
قال أبن الفقير:- أنا من ماء وطين من طبقة الكادحين ابناء الفلاحين الفقراء المحتاجين ,هز رأسه؟
قال عتيد :- أين تسكن وتقيم ,
قال أبن الفقير :- في قرية خربة قرب حطين,
قال عتيد :- كم عدد أفراد أسرتك ذكورا وإناثا وفي السرير,
قال أبن الفقير:- بعدد شجر الزيتون والرمان ،
قال عتيد:- ومن المعيل لهذه الكتيبة المحمولة أرضا طولا وعرضا،
قلت أبن الفقير:- الرزاق هو الله الكريم رب العرش العظيم,
قال عتيد :- كيف درست وتحصلت على هذه الشهادة والإبداع،
قلت ابن الفقير:- بجهدي وتوفيق من الله ربي ،
ثم مساعدة والدي وأمي ؟
قال عتيد :- كيف إخلاصك لبلدك وولي أمر نعمتك،
قال ابن الفقير:- أضعه بين رموش العيون وأطبق عليه قلبي والجفون ,
ثم قال المسئول انتهت الأسئلة:-
وهل تعلم أن الوظيفة التي جئت من أجلها
فقد فصلت وبرمجت لغيرك وأغلقت أبوابها وعين صاحبها زمان في ذلك المكان.
–وسبقك اليها عكاشه-ولم يبق لك فيها نُكاشه-
ثم قال له عتيد العبوس:- وأنا لك ناصح أمين-
صدقك وهو كذوب-
ثم أنصت وقال عتيد:-
أنصحك أن تعود لمهنة أبيك وأخيك ولقريتك خربة،
ثم تجرأ المسكين أبن الفقير قليلا ،
وقال :- أذكرك أيها المسئول عبوس(عتيد)على مسمع من سكرتيرتك(رقيب)—
قال الله تعالى { مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}}}}}}
أنت اليوم مسئول وغدا مقعد أو مت قاعد, يا كسول؟؟؟
قال المسئول عبوس:-
لست بحاجة لنصائحك أحتفظ بها لنفسك انتهت المقابلة،
ونهض العباس بن الأحنف رحمه الله قائلا :-
يمشي الفقير وكل شي ضده والناس تغلق دونه أبوابها
وتراه مبغضا وليس بمذنب ويرى العداوة لا يرى أسبابها
حتى الكلاب اذا رأت ذا ثروة خضعت لديه وحركت أذنابها
وإذا رأت يوما فقيرا عابرا نبحت عليه وكشرت انيابها
فعلا كما قيل سادة وعبيد. وأبناء غرباء في أوطانهم؟