ألا زِلْنَا فِي قُلُوبِكُمْ أَمْ زُلْنَا ؟!
لله در الروايات المبتورة
يلجأ المرء أحياناً في تعريف نفسه للآخر بكتابة رواية من عدة فصول.. يحكي فيها تاريخ حياته وسيرته الذاتية.. مبينا من خلالها معاناته منذ صغره حتى كبر.. ولكن سرعان ما تنبتر تلك الرواية عند فصل معين لأن هذا الفصل يتضمن محتواه الآخر.. فيتوقف عن اكمال الرواية ويكتفي بهذا القدر من الفصول ليسميها بعد ذلك الرواية المبتورة
“لن تجد إنساناً قويا دون ماض حافل بالتجارب، ولا أحد يصل لمرحلة العقلانية دون أن يدمر شيء ما داخله”.
هناك فرق كبير بين أن تقرأ النص كقارئ، وبين أن تقرأه كمجرب
لا يهم ما يقوله الآخرون، هناك فشل واحد، واحد فقط وهو الانتظار، كل فشل آخر هو وجه آخر للانتظار!!
هل يتقن المرء عملاً غير الانتظار؟!
أم هو يسعى لإتقانه من اجل من يحب فتكون النتيجة كالذهب الابيض في طبق ساخن؟
لا تنتظر أحدا، فالبشر سرعان ما تختفي.. ولا تشتاق الى رقعة فالرقاع سرعان ما تصبح قاحلة.. أليس الانتظار والاشتياق كفيلان بتسريب الدخان من روحك لتتسمم نفسك؟
السطح يوما سيعتريه الصدأ، ويصبح خلافا ما كنا نأمل!!
الانتظار غير المرجو مثله كمثل عروة حبل تسلق قمة غير معقودة بإحكام، قد تربك صاحبها إذا انقطع الحبل وترميه وإما أن توقفه في منتصف المسافة، لا هو قادر على إكمال الرحلة ولا هو قادر على الرجوع إلى نقطة البدء.
حاول أن تنجو بنفسك من ازدحام الأماكن.. من زحمة الحياة.. اهرب إلى نفسك برفقة الخيال، وارسم أنصاف وجوه حائرة ، واكتب أنصاف أماني على دفتر النسيان.
اضحك بقوة إن باغتتك دمعة.. لا تشتاق الى اماكن لم تطأها قدمك بعد.. ولا تستشعر اغنية قديمة سمعتها .
إن اصدق الكلمات لا تكون إلا في لغة الأرقام عندما يرن جرس الهاتف، وأقسى انواع الحطام الإنساني عندما يضيع ذلك الرقم.. حطام يشبه انجذاب فراشة إلى النار؟!
يا ترى في أي نقطة من هذا التوازي الطويل تقاطعنا
إما أننا لم نرحل إلى أي مكان وإما أننا لم نفهم بعد ما يعنيه الرحيل؟!