للأسفِ ألسنةُ النَّاسِ هيِّنةٌ عليهم ،فأنا لا أستطيعُ أن أمدحَ حتَّى شاعرًا صغيرًا لأشجّعَهُ ،حتّى لا يفهمَ أنَّ ذلكَ مدحٌ لشعرِهِ وكذا ،فتحسبَ عليَّ غلطة.
ثمَّ يأتي أحدهُم فيقولُ:فلانٌ هذا لهُ قصائدُ أعلى منَ المعلّقاتِ،وفلانٌ متنبي العصرِ ،والمتنبّي نفسَهُ لا يغلبُ المعلّقات. لستُ متشَدّدًا ،وإنّما أنتم رخّصتُمُ الألقابَ والكلامَ.
هناكَ الشاعرُ ،والشاعرُ الفحلُ ،والمُفلِقُ ،والخنذيذُ ،وهناك الشُّعرورُ
هيَ مراتب:
الشُّعرورُ:مَن يقولُ الرَّديءَ منَ الكلامِ.
الشّاعرُ:مَن دخلَ في حدِّ الجودةِ
المفلق:مَن يأتي بالعجيبِ دونَ روايةٍ مثلَ:ابنِ المُعتَزِّ ،وأبي نُواسٍ ،وبشار بنِ بُرد.
والفحلُ الخِنذيذُ:مَن دعمَ ذلكَ بالرّوايةِ،واستطاعَ أن يُولِّدَ معانيَ القدماءِ ،وأن يولِّدَ منها ويلقّحَ بِيدَها مثلَ(أبي تمام ،والبحتري)
فهذهِ الألفاظ لا تُهدى ،فقد كان الأصمعيُّ من قبلُ نفى عن عمرَ بن كلثوم الفحولةَ ،وعنِ الأعشى.
وما عنترةُ،وتأبّطَ شرًّا والشنفرى و.. في رأيهِ إلا فرسانًا فُتَّاكًا وشجعان ،وهم قالوا الشعرَ .
فالشعراءُ شيءٌ آخرُ همُ امرؤُ القيس ،والنابغةُ ،وزهيرٌ.
وأرى من يوزّعُ الألقابَ وكأنه يوزع (من جَيب أبيهِ).
من كلامٍ لأبي قيسٍ مُفَرَّغٌ من فيديو له في قناته على يوتيوب محمد رشيد أبو قيس