لصحيفة آفاق حرة:
________________
أنصار الأدب
بقلم الروائي محمد فتحي المقداد
هناك تشكيكٌ على نطاقات واسعة بقيمة الكتابة الأدبيّة والفكريّة، وجدواها في الظرف الحالي، وقد أصبح العالم قريةً عالميَّةً صغيرة، مع تسارع رِتْمُ الحياة بشكلٍ فظيعٍ غير مُتوقَّع، مع الانتشار الواسع لوسائل التواصل، التي زادت من وتيرة التشابكات التواصليّة على كافّة المُستويات والأصعدة الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة والفكريّة، وذلك من خلال الدردشات والكتابات الجادَّة والهادفة، وأخرى مُثقلة بأجنداتٍ مختلفة في أهدافها، وكلٌّ يسعى لتحقيق أهدافه.
فالحركة الأدبيَّةُ مُبشّرة بزخَمٍ إبداعيٍّ بسبب تلاقُح الأفكار، وسهولة تناول وتداول المعلومات على جميع المُستويات، بالطبع هناكَ العالي بمستواه تقنيًّا وأدبيًا بحرفة الأديب الخبير الحاذق، والعادي والمُتوسّط والسيّء.
علمًا أنَّ السَّاحة تتَّسع للجميع. لكنّ التساؤل المُلحُّ، من الذي سيبقى، ويتقدَّم؟.
بلا شكٍّ أنّه الأقوى؛ يترسّخ مع مرور الزمان عليه. من المُلاحظ أنّ الأدب اكتسب أنصارًا جُدُدًا؛ فقد وجد الكثير منهم سُهولة في استخدام الشَّابكة ووسائلها، وعلى الأخصّ الأجيال الذكيّة من الهواتف النّقالة.
فكانت فُرصة لهم للتعبير عن أنفسهم، وعواطفهم، وأفراحهم، وأحزانهم، وجاءت هذه الكتابات على محمل الخواطر والشّعر والنثر والمقالة. بهذا المفهوم يكون الأدب قد اكتسب إلى ساحته أنصارًا مُدافعين ومُنافحين عن كتاباتهم وآرائهم، وهُناك من ضاقت آفاقهم عن الاستماع للرأي المُخالف والرأي الآخر، القائم على مبدأ الحوار والتفهُّم.
لا شكّ أنّنا في عصر ثورة حقيقة؛ فالسنوات العشر الأخيرة تعادل آلاف السنين من عمر البشريّة، وذلك لعمق التأثير في طرق الحياة والتفكير، وإدخال مصطلحات جديدة، من المُتوقّع أنّ السنوات القادمة، ستكشف عن لغة عالميَّة مُتداولة، ومفهومة من جميع سكان الأرض، وهذا الوضع فتح شهيّة التفكير لدى الكثيرين أيضًا، للتعبير عن أنفسهم بطريقة أدبية، تتساوقُ تسارعًا انتشارًا على بساط أنواعٍ أدبيَّةٍ جديدةْ، كما في: (الــ ق.ق.ج، والومضة، والشذرة، والتوقيع، والقصة الشاعرة، والهايكو). وطرق التعبير الأخرى، وجميعها تحظى بشعبيَّة واسعة، رغم أنّه ما تزال مثار اختلاف بين التيارات المحافظة والتجديديَّة.
كل جديد وافدٍ له زهوةٌ جاذبة للمبادرين الأوائل للصُّعود في رِكَابه، مُقابل اللّاهثين للّحاق بالرّكْب، أمّا المُتمترسون خلْفَ سواتِر أوهامهم بالحفاظ على الأصالة، ولا يقبلون الجديد والتجديد، مُؤكّدٌ بأنّ قطار الأدب لن يتوقّف لينتظرهم في المحطّة طويلًا.
عمّان – الأردنّ
ــــــا22\ 6\ 2021