الكاتب الباحث ماهر عباس الهلالي -الڨصرين تونس
هذا عنوان الكتاب الذي ولد غريبا ولا زال، وهو الذي لم يكن صدفة ولم يكن ارتجالا
منذ طفولتي كنت اهتم كثيرا بما يحدث في افراحنا واتراحنا في قريتنا الجبلية كانت الأصوات التي ترتفع هنا وهناك في الأعراس ومناسبات الختان تشدني كثيرا لدرجة أنني اسمعها واكتب البعض منها وأسأل جدتي رحمها الله عن بعض مفرداتها التي لم أكن أفهمها، تتالت الأعوام ورحل عنا البعض ممن كانوا يغنون في افراحنا ونسعد لسماع اصواتهم الرنانة نساءا ورجالا اذكر منهم جدي العيد بن وهاني الهلالي الذي عرف بالحانه القريبة من طبيعة بلدتنا صعبة كصعوبة العيش في تلك الأرض نعم صعبة كااانت في غياب الماء والطريق والكهرباء ايام اجدادنا الاحرار الذين لم تمنعهم تلك الظروف من التعبير على مشاعرهم متخذين من غناء الطرڨ والملولية متنفسا يؤلفون فيه مايخالج النفس الكادحة في تلك الربوع من مشاعر فرح وبهجة وحزن فتركوا لنا موروثا غنيا بالالحان والألوان والأدوات يعكس غنى قلوبهم الطيبة بالجمال وحب الحياة والحياء فكانت أفراحهم تحترم الحياء وتروي بطولات رجالهم وتضحيات نساءهم ضد الإستعمار وظلم الحكام وقهرهم كانت افراحهم يختمها المستعمر باعتقال الشباب والرجال ليجبرونهم على حزن لا يريدونه وقهر يصبرون عليه….كنت اراقب كل ذلك بين ما نقلوه لي الأجداد من حكايات وروايات واكتب واوثق ما سمعته منهم انهم أحبابنا الذين سبقونا في تلك الأرض وتركوا لنا موروثا لنعيش معه ندرسه ونحلل مفرداته ونقف على حيثياته فنكتبها على ورقات ربما تجد فرصة لتقرأ في هذا الزمن…
وعندما وجدت الفرصة اردت ان يكون بعض مما وثقته في هذا الكتاب الذي اضعه بين ايديكم لعله ايضا يجد فرصة لدى الشباب…