الأمن المعيشيّ مقدّما…
بقلم \ محمد موسى العويسات
الناس بالفطرة تخشى الجوع والحاجة، ولا تخشى الموت… فهم في هلع لا في جزع… لا أجانب الصّواب إن قلت أنّ الناس اليوم تفقد الأمن المعيشيّ… فلا تفيء في حاجاتها إلى راع يكفيها تلك الحاجات… فشعار إلزم بيتك أو بالمحكيّة ( خليك في البيت) له إحدى دلالتين… إلزم بيتك وأنا أكفيك… أو الزم بيتك وتدبّر شأنك وحدك… يعني بالمحكية(خليك وأنا أكفيك… أو خليك وأنا مخليك)… من هنا جاء الخروج على أوامر التزام البيوت … أو الهلع عند المخابز ومحلات التّموين… وفي مثل هذه اللّحظات الدّولة مسؤولة عنك في كلّ شأن حتى في توفير الورق الصّحيّ… يعني مناشدات العمال أن يتركوا أعمالهم لا أظنّها تؤتي أكلها إلا إذا قيل للعامل عامل المياومة… اقعد ومعاشك عليّ… أمّا المؤتمرات الصحفيّة والإطلالات من الشرفات الإعلاميّة… ودروس الوعظ الباهتة… والتذكير بآلهة الوطن التمريّة … فكلّه استهلاك محلّي وبحّة صوت… هل تعلم أنّ مثل هذا الأمر لو كان في عشيرة من عشاير البادية في الزمن القديم… لما احتاج من شيخ العشيرة كي يكون أمره مطاعا إلا أن يقول: يا الربع… أعطوا فلانا منيحة أو منيحتين..ِ. وقول له يلزم بيته…
والله لو جعلتموها (أشعريّة) لما خشي الناس الحاجة… أمّا الموت والوباء… فهو خبط عشواء… قد يرى الرجل موت أعزّ الناس بين يديه مرضا أهون من موته جوعا…
القدس