المعرفة كنز ثمين لا يقدره إلا الحكماء و يتغاضى عنه المنشغلون بأمور الحياة
الكثيرة , و لا يعنى به الجهلاء .
لعلك تدرك معنى المعرفة , هي جوهر الحكمة و الحكمة يملكها الفيلسوف هو ضمير
العصر يؤثر و يتأثر بالمجتمع الذي يعيش فيه , و أن كان الفيلسوف المعني بحب
الحكمة ,هو أيضا معني بالمعرفة فبدون معرفة , لا يملك الفيلسوف أدوات تأمله
الذي يخطو به تجاه وضع نظرياته التي تتحدث عن كفاحه في الفكر و التأمل
والدراسة ليخرج منهج فلسفي فكري راسخ يمنح به الحياة للبشرية فبدون فكر لا
توجد حياة والفكر مكونه الأساسي المعرفة والبحث في عوالم أخرى مجهولة يطلق
عليه الميتافيزيقية في علم الفلسفة , علم المنطق مكونه الأساسي على المعرفة و
الدراسة و البحث و لا يكتمل البحث من غير معرفة قائمة على التجربة , العلماء
لا يمكن أن ينجحون بدون المعرفة , العالم العاكف على الدراسة والبحث كيف يدرك
الوصول إلى مبتغاه بدون معرفة , و لا يولد الإنسان وهو حامل للمعرفة أبدًا بل
يكتسبه من خلال عوامل متعددة و كثيرة جدًا من خلال الموروث الثقافي للمجتمع
الذي يعيش فيه ,مثل اكتساب اللغة تلك اللغة التي يتكلم به أهله الذين يعيش
معهم في نفس البيت , المعرفة يكتسبها من خلال الخبرات اليومية التي يتعرض لها
طوال أيام حياته .
من خلال جماعة الرفاق الذي يصطدم بهم عند خروجه للحياة لأول مرة و المدرسة ,
في وسائل الإعلام وهي المعرفة التي تشكل جزء كبير جدا من ثقافته و تجعله و
قيمة ومعنى في المجتمع الذي يعيش فيه
لذلك مهما أن زاد الجاهل جاه و مال لا يدرك الكمال بدون العلم و المعرفة .
ويبقى في عيون المجتمع ناقص لا يعتد به رغم وفرة محصوله المادي و حتى أن زاد
النفاق من حوله فلا يزيد عن كونه جاهل ,
وعلى صعيد آخر نجد المثقف المتعلم الذي يملك المعرفة مهما أن عزت الأقوات عنده
و لكن تجده يتسيد الموقف بحكم براعته في إدارة دفة الحديث لصفه و لا ننكر أننا
في الآونة الأخيرة نجد الانحياز الكامل في اتجاه قوة المال فالذين يملكون
المال ربما يملكون القوة و صنع الحدث و لكن سرعان ما سوف تفشل مشورتهم لأنها
تقوم على عقل جامد جاهل لا يعدو أكثر من خطوات قليلة . لذلك لا ينجح الجاهل
أبداً ما لم يدعمها بالمعرفة و قوة امتلاك المعلومة و البحث و معرفة نقاط
القوة والضعف في الهدف أمامك لا تستطيع السيطرة عليه و تسودها إلا بالمعرفة
والعمل بخفاياه حتى يكون فريسة سهلة تستطيع السيطرة عليه و العكس فلا يملك
الجاهل عديم المعرفة سوى الاندفاع و التهور و التسلط لتعويض النقص الكامن
بداخله , و ربما هو فريسة لنفسه , وضع نفسه على المحك , و في الأيام الأخيرة
ظهرت علامات غريبة احتضنتها الميديا بشتى انواعها , ظواهر غريبة أو مألوفة في
مجتمع رمادي يسلط الضوء على مضمون غريب لا يمد للإبداع بصلة ولكن مهدت لها
مواقع التواصل الاجتماعي مكان يظهر على رأس هذه الميديا و هو شاشة التلفاز و
ووجدنا الجميع يهاجم و ينتقد ظهور مثل هذه الظواهر على الشاشة الصغيرة , ولكن
أليس من حق هذا الإنسان أن يأخذ حقه في الظهور و التلميع و النجومية ؟
من حقه أكيد و لكن لابد من أن يكون صاحب هذا المقام الرفيع الذي ربما يصبح
رمزًا فيما بعد وتتوالى النجوم في الظهور و اللمعان على صفحة السماء الرمادية
, و لكن مثل ما له من حق ان يظهر ويلمح أن يقدم منهج و مضمون يحتذي به قدوة .
حتى لا يفرض فرضًا على الجميع لمجرد أنه نجح في يركب( التريند) مصطلح جديد
قادم من بعيد من أرض غريبة أشبه بموج البحر الغادر عندما يقذف ما في أحشائه
سوء كان در ثمين أو قبح عاري من كل صنوف الجمال . أنا أفضل أن يتسلح هذه
النجوم الوافدة أن تتسلح بالعلم والمعرفة حتى تكون ورقة رابحة لما لها تأثير
ضخم على جموع الشباب ربما تطرح أشجار الشوك وردًا حتى لو كان بدون رائحة
.يكتفي جمال المنظر
و لذلك يقول المثل عدو عاقل خير من صديق جاهل
