المُتور والآلي/بقلم:عبدالجبارالمقرمي( اليمن)

تحصد الدرجات النارية كما تحصد الحرب خيرة الشباب، إما تجندله صريعاًجثة هامدة وإما كسيراً معاقاً.كما تفعل الحروب التي إستعر لهيبها.وتطاولت أيامها.
ففقد الكثيرأحبابهم،
وأرملت النساء.ويتم الأطفال .
غيرأن الدرجات النارية
لاتزال تحطب فلذات الأكباد ..فاختلفت أحلام
شباب اليوم فصارحلمهم
التي تهفواليه نفوسهم..هوإمتلاك دراجةنارية(متور) يترك
تعليمه ليجمع مالاً لشراءالدراجة..أو.يلتحق بالجبهات ليغتنم ثمن الدراجة.فيعودفي
نعش..أوربماأسيراً اومفقود..في الجبهات.

كانت الأحلام تختلف
عندالشباب.فيماسبق كانوا،يحلمون ان يصيرواأطباءومهندسين.ومحامين، ومدرسين.ورجال أعمال
تضائل الحلم حتى صاردراجة وبندقية.وجُعبة……وشعرمنكوش..فهم يقلدون أقرانهم.في تفاهةالأحلام فيزداد المجتمع تجهيلاً
وهذا.ينذربمستقبل.قاتم.
لهذه الشريحة…
وقدتبيع الأم نفائسها.وممتلاكاتها.تحت.ضغط الأبناء.لشراءدراجة
أوبندقية..فتشتري نعشاً
طائراً.يهوي.به.لقعرسحيق..

أماالبندقية فهي لاتقل خطراًعن الدراجةالنارية
فقداستشرى مرض البندقة،والمفصعين كمايسمى ،وصار المبندق
يسيركا الطاؤوس مزهواً
بنفسه،نافشاًريشه،يتوعد
ويندد بدون سبب،ويشخط وينخط
ولايتورع ان يفرغ الحمم
القاتله ضد من يخالفه..
نجدهم مرصعين بالجعب
ومحشوون بالقات..
ولهم مناظر مفزعة بشعر
منكوش ومشدة في مؤخرة الرأس..يعتقدون
انهم السلطة المطلقة..
واليدالطولى..وانهم فوق
القانون لاسيما حين يلبسون زياًعسكرياً يزيدهم زهواً وبطشاً..
هذه المناظر سممت عقول الشباب وصارت تلك الهيئات موضة العصر التي يتسابق الجميع في تقليدها..
ويصير امتلاك وحمل الآلي وامتطاء دراجة نارية هي غاية الأحلام..في هذا العصرالمسموم…

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!