بعض نقاط وبعض حروف

إضاءة سريعة على المَوْلِدْ في سوريا !!!
كتب الدكتور سميرمحمد ايوب
موج تِلوَ موجٍ من مسلحين ترك، وعملاء إسرا – ميكيين، وإيغورصينيين وقوقا، اسهموا بشكل مدو، مع    ” معارضين ” سوريين وغير سوريين، من تشليح بشارالأسد كل سلطاته في الدولة السورية.
وبشار ممعن في السقوط، استكمل العدو استيلائه على الجولان، واستكملت تركيا استيلائها على حلب وادلب، وتعمقت امريكا في نهب البترول السوري، وكرِّس الاكراد كردستان سوريا، وبقي احمد الشرع وابومحمد الجولاني حصة سوريا من المولد!
لا غرابة في ان يفرح السوريون بسقوط بشار، تماما كما فرح العراقيون من قبلهم بسقوط صدام، والليبيون بسقوط القذاقي، والسودانيون بسقوط البشير، والصوماليون بسقوط زياد بري. ولكن يا خوفي من آخرة المشوار. في العادة، مشوار المستجيرمن الرمضاء بالنار. ساعتها سيترحم كثرة منهك، على ما كان لديهم مقارنة بالآتي. تماما كما بات يفعل اليوم، كثير من العراقيين والليبيين والسودانيين والصوماليين. فالطاعون الامريكي والسلجوكي التركي والمحتل التلمو – دي، والجماعات التكفيرية، ليسوا اكثر من وحوشٍ طامعة ناهبة، لن تبني اوطانا، ولا تؤسس لديمقراطية، بل لهياكل نابعة بلا مشروع، تستبيح ما تبقى من بَعدِ بشار.
نفرح بالتأكيد مع إخواننا السوريين بخروج المظلمومين من المعتقلات. فنحن لا نقبل ببقاء مظلوم في سجن سوري او غير سوري. وننبه الى الآلاف من اسرى فلسطين في سجون العدوالاسرا – ميكي الذي يغتصب بعضهم وينكل بهم. ونذكر أيضا، بمن هم في سجون حكام العرب.
والآن، وقد توفر “ للمعارضات “ السيطرة على الدولة السورية، وتوفر بلا قتال للشهية الإسرا – ميكية، السيطرة المطلقة على كل الجغرافيا السورية، العارية من اي قدرات عسكرية، بعد ان تم اخراج قواها من الوجود، وبعد ضجيج الفرح الطفولي الذي تلبس كثيرين، تعالوا نلتفت الى ما خلفه  الفرح غير المقنع من اسئلة مفتوحة وهواجس وقلق، في غاية التعقيد والمشروعية، علّها تزيل شيئا من الغموض، منها:
بشار، لماذا سقط؟ ألأنه هرب؟ أم لأن الجيش قد تخلى عن حمايته؟ أم لأنه أبْقِيَ هناك وفق صفقة ومنع من  العودة؟! صفقة طعن أكيدة، ولكن صفقة مَن ضد مَن ؟! من كان من مصلحته العاجلة ازاحة الاسد؟!
ألأنه دكتاتوراستبد بشعبه؟ ام لان سياساته لم تكن تتساوق مع توجهات وسياسات الاسرا – ميلي؟! وهل هو  الديكتاتورالوحيد في المنطقة؟! ماذا عن الاخرين؟! كلهم عندهم انفاق وسجون تحت الارض وفوق الارض، ومعتقلون يُرْمَوْن من الطائرات، ويُذابون في الاسيد في باريس،  وبعضهم يقطع بالمناشير في تركيا، ولا  تنسوا انه ذات مرة، قد تم اطلاق سراح 7500 سجين، مقابل طهور محظوظ في دولة مغربية.
وقد استولت قوى جديدة بالسلاح على السلطة في دمشق، ننتظر منهم موقفا إن كان لهم مشروع سياسي وطني من كثيرمن القضايا، منها:
# – تمدد الاسرا – ميكي في الجولان وضمه اليه، و مما يجري الان في غزة العزة والضفة الغربية، وفي الاساس من تحرير فلسطين. أم هل  سيلاقي الحكام الجدد الاسرا – ميكي في صفقة مقايضة، تتخلى عن فلسطين، ويطبعون كغيرهم مع العدو، ليكون له سفارة في دمشق تماما كما هو الحال في الدوحة وغيرها؟
حزم قلقنا ليست كما يحاول البعض الظن، انها اسهاما في مآتم القلق على رحيل مستبد عربي، وليست تماديا في مراهقة سياسية، بل رغبة في وقاية من دفعوا اثمان كبيرة لاسترداد ولو بعض من وعيهم ومن حريتهم ومن احلامهم وحقوقهم في حياة حرة كريمة سيدة.
لن تغلق ملفات هذا اللغز دون الخوض في تفاصيل، نعلم ان الوقت سيطول ريثما تتعافى الروايات وتصل لإجابات مقنعة. ولكن يبقى السؤال مشرعا ومشروعا: الى اين ستصل الامور؟
ونعلم علم اليقين، ان معظم أنظمة دول الحاضر العربي، قد اخفقت في مواجهة العدو تماما كما اخفقت على الكثير من الصعد الداخلية. ونعلم ان الدعم الخارجي، لا يحمي نظاما جل حساباته مغايرة لحسابات شعبه او معادية له. وان من كان شعبه او جل شعبه معه، فهو حسبه وكاف لحمايته. ونعلم بالتوازي مع كل هذا ان بعض “المعارضات الشعبية” ما هي الا امتدادات أو وكلاء لقوى اجنبية .
نعم، نقر بأن الكثير من العيوب فينا، وفي الوقت ذاته، نؤكد على ان المؤامرات دائما موجوده بيننا ومن حولنا، تنجح هنا وتفشل هناك، تماما كما الدواء، يسقى منه هذا ويشفى، ويسقى منه ذاك ويموت. الدواء والشفاء والموت، ثلاثتهم موجودون. لا حجة لمنكر وجود اي منهم على من يقول بوجودهم معا.
اتمنى على الكثير وقبل فوات الاوان، ووقوع اكثر من فأس في أكثر من رأس، التذكر بأن من ثوابت الرأي الحصيف، الإجابة بوضوح معلل على اكثر من سؤال، منها:
هل من عاقل مستنير يُعمِل عقله بحثا واستنتاجا فيما يحصل وقد يحصل، ليدلنا على من له مصلحة في ازالة سوريا ومحور المقاومة من خرائط دول الطوق المحيطة بالعدو؟! وما دور كل من المستفيدين مما قامت به كل من روسيا، الاسرا- ميكي، اردوغان، إيران، وعرب البترودولار والجماعات المسلحة؟ وهل المطلوب من التغيير: انهاء النظام، ام هدم  البلد وأمامنا العراق وليبيا واليمن والصومال ناهيكم عن لبنان؟!
في ظل هذا الفرح المبالغ فيه، هل فكرتم عميقا يا اصحاب الوعي المتململ من المتابعين والمراقبين، بما قد يعني هذا السقوط من تطبيع واستسلام وتجزئة وهيمنة وذل ونهب ودم مستباح؟! كل تلك الاسئلة الجغرافية والتاريخية والسياسية والعسكرية والكثير غيرها تنتظر اجابات. أم ان الكل عارف ان الضباع المتناقضة    كثيرة، بين من قَنَصوا اللحظة التاريخية العابرة بين لحظتين؟!
ويل للعرب من شر قد اقترب، فقد انكسرت كل المرايا. وما تبقى هو هذا التحدي: الذي يحدد المواقف من   التغيير، وانت تتذكرون بأن خطى التغييرعابثة، إن لم تؤد الى الاحسن من الامال الشعبية الداخلية العامة.
الاردن

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!