تدريس الرواية (خطوات واستراتيجيات)

 مروان يوسف الشولي

المستخلص

يتزايد الاهتمام العالمي بالرواية، ويتسارع معدل توظيفها في التعليم على اعتبار أن هذا آخر توجهات التعليم الحديث، وهذا ما دفعنا للتأمل بواقع تدريس الرواية والحديث عن تدريس الرواية في المدارس العربية، وذلك عبر تعريف الرواية لغة واصطلاحا، ثم التعرض لفوائد تدريس الرواية، حيث تشكل الرواية مصدرًا مهمًا من مصادر تعلم اللغة ومهاراتها، ومن ثم التفتت إلى خطوات تدريس الرواية مقسما تلك الخطوات إلى ثلاث مراحل: مرحلة ما قبل تدريس الرواية وهي ما يتعلق بالاختيار، وخطوات التحضير لتدريس الرواية، وهنا يتوجب على المعلم رفع الجاهزية والتثقف عن الرواية والروائي والمدرسة النقدية وإعداد المصادر اللازمة، وأخيرًا خطوات أثناء القراءة وما بعدها، وما يرافق ذلك من أنشطة فعاليات، ثم اقترحت بعض الاستراتيجيات المستعملة في تدريس الرواية وهي من استراتيجيات التعلم الفعال النشط.

وهدفي من كل ذلك تسليط الضوء على طرق تدريس هذا النوع من النصوص ومساعدة زملائي المعلمين.

Abstract

The global interest in novels is accelerating, particularly in education, as it aligns with modern teaching tendencies. This directed us to reflect on the actuality of teaching novels, especially in Arab schools though defining the novel linguistically and conceptually, then indicated the benefits of teaching novels. Novels serve as a vital source for linguistic knowledge and learning and the development of skills. after that, started the steps of novel teaching into three stages: pre-teaching, involving selection and preparation; during teaching, requiring well-prepared and knowledgeable teachers about the novel the author, and literary criticism; and post-reading steps that include  activities and events. I also proposed some engaging and active strategies used in teaching novels. My objective is to highlight the effective methods for teaching this genre and assist my fellow teachers.

كلمات مفتاحية: الرواية – تدريس – استراتيجياتخطوات _ فوائد

تسمى الرواية ملحمة العصر الحديث، وهي فن بدأ ينتشر حتى ساد الأوساط الأدبية، ولربما انتزع مكانة الشعر في بعض المجتمعات حول العالم، وبلغ من انتشارها أن وجدت مناهج التدريس الحديثة في الرواية معتصمًا وملجًأ تلوذ به؛ لتدريس اللغات في سياقات اجتماعية وضمن خبرات حياتية، وذلك لأن الأدب مرآة الحياة؛ ولأنه غني بالمواقف الحياتية التي تثري معجم الطالب بالمفردات، وتثري موسوعته بالقيم الإيجابية، وتحذره من القيم السلبية، وتعوّد الرواية أُذُنَ الطالب على الجملة المناسبة في السياق المناسب وَفْقَ نظرية تعليم اللغة بالممارسة والفطرة والنمذجة لا بتدريس النحو، لكنّ المشكلة قلة الدراسات التي تشرح لنا طريقة تدريس الرواية والتعامل معها في الفصل المدرسي وخارجه، وفي هذه المحاولة، أعرض معرفتي المتواضعة بطريقة تدريس الرواية علَّها تكون مفيدة لكل معلم ومعلمة.

تعريف الرواية:

لغة:

ورد في لسان العرب لابن منظور: (رَوِيَ من الماءِ واللَّبَنِ، رَيًّا ورِيًّا ورَوَى، وتَرَوَّى وارْتَوَى: بمَعْنًى، والاسْمُ: الرِّيُّ، وأرْوانِي، وهو رَيَّانُ، وهي رَيَّا، ج: رِواءٌ.

روي الشَّجَرُ: تَنَعَّمَ، كَتَرَوَّى، ماءٌ رَوِيٌّ ورِوَى ورواءٌ: كَثيرٌ مُرْوٍ. رَاوِيَةُ: المَزَادَةُ فيها الماءُ، والبَعيرُ، والبَغْلُ، والحِمارُ يُسْتَقَى عليه. رَوَى الحديثَ، يَرْوِي رِوايَةً وتَرَوَّاهُ: بمَعْنًى، وهو رَاوِيَةٌ للمُبالَغَةِ، … رَوَّيْتُه الشِّعْرَ: حَمَلْتُه على رِوايته، كأَرْوَيْتُه)[1].

فالواضح أنها من نقل الماء والحديث، ولا حقًا سمي الرجل الشريف راوية لأنه ينقل الديات، فالسياق المشترك هو النقل، والرواية اليوم هي نقل وسرد لمجريات الأحداث بأسلوب أدبي.

 واصطلاحًا:

في الاصطلاح تصطدم بالكثير من التعريفات تستنج منها حيرة النقاد في الوقوف على تعريف جامع لها  (أدبٌ نثريٌ، يعمل في حقل الخبرات الإنسانية، جنبًا إلى جنبٍ مع الخيال، والرواية سرديةٌ مرويةٌ، فهي بحاجةٍ لراوٍ ينظر إلى الشخصيات كأنه من مكانٍ مرتفعٍ، فيتحدث بلسان الشخصيات أحيانًا، ويفسح لها المجال للحديث أو الحوار أحيانًا أخرى، وتأتي الرواية كأطول الأجناس الأدبية من ناحية عدد صفحاتها، كما تتميز بأنها تتعاطى -غالبًا- مع مددٍ زمنيةٍ أطول في امتداد أحداثها)[2].

وربما نجد في تعريف الناقد الفرنسي سانت بيف تفسيرًا لأهمية تدريسها يقول: (حقل تجارب واسع، فيـه مجـال كـل العبقريـة وكـل الطـرق)[3] .

فوائد تدريس الرواية:

لتدريس الرواية فوائد جمة لا تخفى على ذوي الاختصاص من التربويين والمتابعين للميدان التربوي، ويمكن تلخيصها في:

  1. الارتقاء بمهارات القراءة والفهم: عن طريق ممارسة القراءة بأنواعها والأنشطة المصاحبة السابرة لفهم المقروء.
  2. تعزيز لغة الطالب ومهاراته اللغوية: حيث يمكن للرواية أن تصحح إملاء الطالب، وأن تزيد من مهاراته التعبيرية اللغوية.
  3. تعزيز التفكير النقدي: وذلك عن طريق التأمل، وتحليل الرواية والتعرّض لوجهات النظر والشخصيات والحبكة والسياق والعقدة والحل.
  4. ترسيخ القيم والمبادئ: ويبرز ذلك بالتعاطف مع أصحاب القيم الإيجابية، والثناء على أصحابها، وَأَخْذِ موقفٍ معاكس من القيم السلبية وأصحابها والتعبير عن ذلك.
  5. تشجيع الطلاب على الإبداع والتخيل: توفر الرواية احتكاكًا طيّبًا للطالب بالأدب، وتساعده على تطوير خياله، وتشجعه على إبداع نصه الخاص.
  6. توسيع نطاق ثقافة الطلاب: تضع مضامين الروايات بين يدي الطالب مختلف ثقافات العالم وتاريخه وتراثه.
  7. تأمين مصدر للتعليم: تقدم بعض الروايات مضمونًا علميًا، أو تاريخيًا، أو حتى تؤمّن نصوصًا لمناقشة قضايا عالمية مُلِحّة، أو لتطبيق مهارات نحوية، أو بلاغية، أو إملائية عليها.

يتضح مما سبق أن الرواية مصدر زاخر للتعلم والتعليم، وتتعدى فوائدها اللغة إلى الجوانب الاجتماعية والتواصلية إن أحسن اختيارها وتقديمها والتعليق عليها.

 

خطوات تدريس الرواية

أولًا: الخطوات القبلية:

قبل تدريس الرواية لابد من بعض الخطوات التي ستضمن لنا تدريس الرواية بلا مشاكل، أو قيود تحد من إبداع المعلم والطلاب على حد سواء.

يترتب علينا اختيار الرواية المناسبة للمجتمعات العربية من حيث العادات والتقاليد والتعاليم الدينية، وإلا وجدنا أنفسنا في مواجهة مستمرة مع الجهات التربوية وأولياء الأمور وحتى مع أنفسنا.

أيضًّا علينا اختيار الرواية المناسبة من حيث قوة اللغة ومتانة الأسلوب والبناء السردي، بحيث تكون إضافة قوية للطلاب.

اختيار رواية مميزة من حيث المضمون الفكري المناسب للفئة العمرية والجنس، فما يشد البنات يختلف تمامًا عمّا يشد الأولاد، بحيث تأخذ بعقول الطلاب، وتستأثر بقلوبهم منذ بدايتها وحتى آخر صفحة فيها.

ثانيًا: التحضير لتدريس الرواية:

يحتاج تدريس الرواية من المعلم التحضير والإعداد بشكل جيد:

  1. اطِّلاع المعلم الجيد على الرواية وعلى سياقاتها، ولا يتم ذلك إلا بتكرار القراءة، وتدوين الملاحظات والتعمق في الشخصيات والأحداث وبقية العناصر عبر التحليل المنظم المتبصر.
  2. استيعاب مضامين الرواية ورسائلها وأفكارها؛ لبناء الأنشطة والاستجابات والتقييمات المناسبة.
  3. المطالعة حول الرواية والروائي، وتحضير المعلومات المساعدة على فهم الرواية وتحليلها واستيعاب سياقها الثقافي والتاريخي والاجتماعي.
  4. إعداد الموارد والمصادر التعليمية المناسبة للرواية كالعروض التقديمية، والأنشطة التعلمية، والاستراتيجيات، والروتينات المساعدة والمقالات النقدية الداعمة.
  5. إعداد أساليب تعليم متنوعة ومناسبة لتدريس الرواية مثل: حلقات الأدب، ومخططات تنظيم الرواية، ومخططات تحليل الرواية … إلخ.
  6. تقسيم الرواية في حال لم تكن مقسمة إلى فصول؛ ذلك لتسهيل دراستها ومناقشتها على الطلاب.

 

ما نلاحظه استهانة المعلمين بدريس الرواية وعدم أخذها على محمل الجدِّ وعدم الاستعداد لها بالشكل المناسب، فيكتفون بأنشطة الكتب وربما اختار منها ما يناسب هواه وذوقه وترك البقية.

ثالثًا: أثناء القراءة وما بعدها:

أغلب المعلمين يفضلون تكليف الطلاب بقراءة الرواية في المنزل على أن تتم المناقشات في الصف وَفْقَ الفصول المحددة لواجب القراءة اليومي للطلاب، ويميل عدد من المعلمين لتكليف الطلاب بقراءة الرواية في الصف، إمّا عبر القراءة الجهرية، وإمّا عبر القراءة الصامتة، وهذا ما قد يستنزف وقت المعلم، وفيما يأتي أهم خطوات تدريس الرواية أثناء القراءة وما بعد القراءة:

  1. البدء بعمليات البحث الممهدة لقراءة القصة حول الكاتب وحول المدرسة الفنية التي تنتمي إليها الرواية (واقعية – رمزية – حداثية- ما بعد الحداثية).
  2. التأكد من أن الطلاب يقرؤون عن طريق الاختبارات والاستبانات؛ أو المناقشات الصفية والتقارير الكتابية الموجهة حول جانبٍ من جوانب الرّواية: كتحليل الشخصيات، أو الحبكة، أو العقدة، أو الحل؛ أو مشروع القراءة كتقديم ملخّص أو عرض تقديمي؛ أو عن طريق المراجعات الفردية بالتحدث مع كل طالب على حدة وسبر مدى فهمه.
  3. تقييم فهم الطلاب للرواية، ويكون باستخدام المناقشات والاختبارات والواجبات لمعرفة مدى فهم الطلاب للرسائل المضمّنة في الرواية ووجهة نظرهم حيالها.
  4. التشويق والإثارة حيث يحرص المعلم على التشويق، وإثارة التلاميذ عن طريق المناقشات حول الشخصية الرئيسة، واتجاه الأحداث، وافتراض ما لو كان الطالب مكانه، وتوقع النهايات وغيرها من أساليب التشويق.
  5. التعليق على الأحداث والشخصيات بربطها بواقعنا من حيث العادات والتقاليد والدين والقيم، فلا يكفي أن نبرر للشخصيات أفعالها، بل علينا محاكمتها في ضوء موروثنا الثقافي والاجتماعي والديني بحيث نعزز القيم والتصرفات الإيجابية، وننفر من القيم والتصرفات السلبية، ونحذر مما قد يمس هويتنا وعقيدتنا.
  6. مناقشة وجهة النظر فمثلا هذه الرواية تسرد من وجهة نظر الطبيب الذي أنفق سنوات عمره في دراسة الطب، ماذا لو استمعنا لوجهة نظر المريض الفقير المعدم؟
  7. تنظيم جداول للمفردات في الصف، أو في الدفتر يسجل فيها الطلاب المفردات الجديدة ومعانيها؛ ليوسع معجمه الخاص.
  8. تنظيم ركن للاقتباسات التي تُعْجِب الطلاب في الصف أو في الدفتر؛ لتعليم الطلاب مهارة الاختيار والاقتباس.
  9. تنظيم استجابات شفهية أو كتابية يعطي الطالب فيها رأيه في الفصول المقروءة؛ ليتدرب على الحكم النقدي.
  10. التّركيز على مقتطفات فيها فكرة ما، أو قضية ما، أو مفهوم ما، وتناولها بالتحليل والمناقشة ومحاولة البحث عن نصوص مختلفة تعالج المضمون ذاته؛ للتعرف على طرق أداء النصوص المختلفة للمضمون الواحد.
  11. مقارنة الأعمال الأدبية بعضها ببعض، وربط بعضها ببعض عبر نقاط التشابه والاختلاف في محاور محددة كحضور المرأة والتاريخ والمكان والصراع والرجولة والمواجهة والانهزام، وغيرها من المفاهيم والعناصر التي تصلح عنوانًا لمحور مقارنة.
  12. عرض مواد بصرية (فيلم وصور) حول العمل ومقارنة النص المكتوب بالنص المؤدى في السينما أو المسرح حيث تتدخل عوامل مثل رؤية المخرج والوقت والإمكانيات وغيرها، وقد ذكر أن غابرييك غارسيا ماركيز تمثيل رواياته، وعلل ذلك بقوله: ” أنا أفضل أن يتخيل قارئ كتابي الشخصيات كما يحلو له، أن يرسم ملامحها مثلما يريد، أما عندما يشاهد الرواية على الشاشة فإن الشخصيات ستصبح ذات أشكال محددة، هي أشكال الممثلين، وكما يود المخرج أن يصورهم، وهي ليست تلك الشخصيات التي يمكن أن يتخيلها الإنسان أثناء القراءة”.

من المهم معالجة الأفكار واستدرار أسئلة وتأملات الطلاب خوفا من حصول فهم غير مناسب لبعض الأفكار والسلوكيات والقيم، لأن الرواية من قوى التغيير الناعمة وعلينا تطويعها لأهدافنا التربوية لا أن تستدرجنا لأنساق ثقافية هجينة أو دخيلة أو تحيي صنما من أصنام التخلف التي نحاول دفنها.

 

 

بعض الاستراتيجيات الخاصة بتدريس الرواية:

من المهم ألا يكرر المعلم نفسه، بل يحرص على الجديد وعلى المثير الذي يشد طلابه ويشجعهم على القراءة والاستفادة من القراءة وربطها بالحياة وبالواقع ومن هذه الاستراتيجيات الكثيرة منها ما يعتمد على التنبؤ ومنها ما يعتمد على التلخيص ومن أهمها:

استراتيجية حلقات الأدب:

في البداية دعونا نُعَرِّفْ حلقات الأدب إجرائيًا: “هي طريقة من طرق التعلم النشط، تجمع بين التعلم التعاوني والذاتي لدى مجموعات من الطلاب، تتراوح أعدادهم غالباً بين( 4-5 ) وتعتمد على مواقف تعلم ونقاشات منظمة تركز على تنمية مهارات الفهم القرائي لديهم”[4] .

إذًا هي استرتيجية تنمي المهارات التعاونية والاجتماعية، ومهارات البحث والتواصل، إذ يتم تقسيم العمل بين عناصر المجموعة الواحدة بين متأمِّل، وهو الذي يربط بين الواقع والرواية مثلًا، والملخِّص الذي يلخص الأفكار الرئيسة، والبليغ الذي يستخلص أهم الصور البيانية والمحسنات البديعية، والباحث الذي يبحث عن معلومات معينة كالأفعال المضارعة أو المفاعيل أو أسباب أو نتائج ما، والفصيح الذي يستخرج المفردات الجديدة، وقائد النقاش الذي ينظم الحوار.

وللمعلم الحرية في تعديل الأدوار بحسب الحاجة والفئة العمرية بما يضمن للمعلم تحقيق هدفه، فيمكنني أن أكلف طالبًا في تتبع وجهات النظر، وآخر في تتبع الشخصية الرئيسة، وآخر في رصد المكان بتفرعاته والزمان بتفرعاته، أو تتبع مفاهيم محددة كما يحصل لدينا في تدريس (الدبلوما)[5] تلبية لمتطلبات الورقة الثانية مثلًا: (التشويق، المواجهة أو الانسحاب، الحب والكراهية، الرجولة، الشباب).

استراتيجية جدار الكلمات الخاص بالرواية:

يتعاون المعلم مع الطلاب في أثناء قراءة الفصول في تسجيل الكلمات الجديدة في جدارية يتم الاستعانة بها من جميع الطلاب، ويتم تكريم الطالب الأكثر نشاطًا في إثراء الحائط لتشجيع زملائه، وحثهم على التدوين على الجدارية.

يحدد المعلم المكان الجغرافي، وَيُعِدّه ويخصّص له لوحة، ثمّ يراجع المعلم تدوينات الطلاب على البطاقات للتأكد من صحتها، ويتأكد من استفادة الطلاب منها بنقلها إلى دفاترهم وتوظيف نماذج منها في جمل مفيدة.

استراتيجية (5Ws & 1H):

تتحايل الاستراتيجية على فكرة تلخيص عبر طرح الأسئلة الشائعة، بينما يعمل على إكساب الطلاب هذه المهارة فعليًا، وَتُنَفَّذُ بعد الانتهاء من قراءة الفصل أو الرواية بعامّة.

تأتي التسمية من الحروف الأولى للكلمات الإنجليزية الاستفهامية:

(Why – What – Were -When- who -how).

مثلًا:

ماذا: ماذا حدث؟ ماذا جرى؟

لماذا: لماذا حدث ما حدث ؟

متى: حدث ما حدث؟

أين: أين حدث ما حدث؟

من: من تسبب بالحدث؟ ومن أدى لتطوره؟

كيف: كيف انتهى الموضوع؟ كيف ترى النهاية؟ كيف تقيّم تصرف الشخصية؟[6]

تطبيق استراتيجية (5Ws & 1H) على رواية الأمير الصغير.

استراتيجية SWBST:

هي استراتيجية في التلخيص تعتمد على تحديد القارئ للنقاط الرئيسة والمطلوب منها والتحديات التي من الممكن أن يواجهها القُرَّاء، ثم يقوم بتحديد حلول لتلك التحديات في النهاية، وهي من الاستراتيجيات المثالية التي تساعد القُرَّاء في تلخيص الكتب بسهولة، كما تستخدم في تلخيص القصص الخيالية.

واسم الاسترتيجية من أوائل الكلمات الإنجليزية: (Somebody, Wanted, But, So, Then[7])

من: من الشخص؟

المطلوب: ما المطلوب؟

لكن: ما المشكلة؟ ما التحديات؟

إذن: ما الحل؟

ثمَّ: كيف كانت النهاية؟ ما العبرة مما حصل؟

 

  

مخطط يمكن استعماله لاستراتيجية SWBST التلخيصية.

 

استراتيجية تنال القمر[8]: “POSSEAR

وهي استراتيجية قائمة على التنبؤ بمضمون النص عن طريق معالجة عتبات النص (العنوان، والغلاف، والرسوم، وربما عنوانات الفصول المفهرسة) بحيث يصمم المعلم لطلابه جدولًا:

يكتب في العمود الأول كلمة (تنبأ)، فيكتب الطالب انطباعه الأول معتمدًا على عتبات النص.

ويكتب في العمود الثاني كلمة (نظِّم) بحيث ينظم الطالب أفكاره السابقة ويرتبها، وقد يتأتى ذلك برسم خريطة مفاهيمية.

وفي العمود الثالث كلمة (ابحث)، وهنا يقع على عاتق الطلاب قراءة النص المحدد أكان فصلا أم الرواية بأكملها، حيث يشغل الطالب نفسه في المقارنة بين توقعاته والمكتوب في الرواية.

وفي العمود الثالث يكتب المعلم كلمة (لخص)، ويقوم الطلاب بتلخيص المقروء أما في الجدول أو في خريطة مفاهيمية.

وفي العمود الرابع كلمة (قيم)، حيث يقيم الطالب مدى تطابق توقعاته مع ما وجده في النص، ويشير المعلم إلى أن ذلك يرجع إلى قدرة الكاتب على كسر التوقعات والمحافظة على التشويق إلى آخر النص، أو إلى أننا نكتسب معلومات جديدة ونطور من ثقافتنا.

بعض المعلمين يضيف عمودين هما:

عمود (مارس)، وفيه يطرح المعلم بعض الأسئلة التي تساعده في التأكد من قراءة الطالب ومن مستوى فهمه.

عمود (راجع) ويكون بمثابة بطاقة خروج في نهاية الحصة حيث يتم التأكيد على المهارات والمعارف المكتسبة عبر نشاط خفيف كمخطط “فن” أو مخطط “فراير” أو عن طريق الرسم.

تنبأ

Predict

نظم*

Organize

أبحث

Search

لخص

Summarize

قيم

Evaluate

مارس

Apply

راجع

Revise

    قُم بقراءة الفصل الأول وحاول تحديد أهم أفكاره .   توقعاتي كانت مطابقة لأفكار الكاتب بدرجة:

مقبولة

متوسطة

كبيرة

كبيرة جدًا

مطابقة تمامًا

ملاحظة:

 

   
*  يمكنك عزيزي الطالب تنظيم أفكارك على هيئة مخطط ذهني على ورقة خارجية

 

مخططات تحليل الرواية:

يمكننا اعتماد مخططات تسهّل عمل الطلاب، وتنظم مساعيَهم؛ لتفكيك النص إلى عناصره الأولية في طريق تحليله وبناء استجابة شاملة أو مخصصة على النص الروائي وتقسم الخرائط حسب توجيه المعلم وحاجة الطالب:

مثلًا هناك خريطة الوضع الأساسي، والوضع الختامي وهما يصفان كيف بدأت القصة وكيف انتهت فمثلًا: في الوضع الأساسي يخمن الطالب:

الشخصيات – الزمان – المكان – الحال (حال البطل ومن معه) مع رصد الحدث المفاجئ الذي يكسر رتابة الوضع الأساسي ويهيئ أحداث النص لتتصاعد، وتتطور إلى العقدة ومن ثم الحل.

وفي الوضع الختامي

نبدأ بالعقدة والحل وأهم الأحداث ثم نكرر الحديث عن:

الشخصيات – الزمان – المكان – الحال (حال البطل ومن معه)

 

 

 

 

وهناك المخططات التقليدية التي تتوزع على:

الزمان والمكان والصراع والأحداث والشخصيات وتقسم إلى رئيسة وثانوية، والسرد الذاتي منه والموضوعي، والوصف، والحوار بنوعيه الداخلي والخارجي، بحيث يُدَرَّب الطالب على الاقتباس للتدليل على رأيه .

ويمكن أن نعمل مخططًا ذهنيًّا خاصًّا بالشخصيات بحيث يكون البطل مركزها، وترصد أهم سماته الداخلية والخارجية، كما ترصد حركة تطور الشخصية، وتربط شخصية البطل بالشخصيات الأخرى مع تصنيف الشخصيات (رئيسة – ثانوية) (مدورة- مسطحة) (نامية – ثابتة)، وربط الشخصية الرئيسة، أو غيرها بالواقع ومعالجة قراراتها بالتقييم والمناقشة والتقويم.

يمكن أن نخصص مخططًا ذهنيًا للزمان، حيث يقسم الزمان الكبير إلى الأزمنة الصغرة، ويمكن الحديث عن تقنيات الزمن كالاسترجاع والاستشراف وزمن القصة الحقيقي وزمن السرد وغيرها من أمور الزمن.

وكذلك الأمر في الحديث عن المكان الكبير وتقسيمه إلى الأماكن الأصغر، ودور المكان وتأثيره في تكوين الشخصيات وأيدلوجياتها، أو تغييرها وتطويرها، فـ(يحيى حقي) اختار لـ(إسماعيل) أن يولد في حارة (الميضة) في حيّ (السيدة زينب)؛ ليبرر لنا تأثره بالثقافة الصوفية الشعبية السائدة في المكان المذكور، بينما اختار (بريطانيا) للدراسة؛ ليبرر لنا حجم التغيير في عقيلة (إسماعيل) وتفكيره بعد سبع سنوات في (إنجلترا) وكذلك اختار (الطيب صالح) (السودان وبريطانيا)؛ ليبرر الصراع بين الأنا والآخر، بين المُسْتَعْمَر والمُسْتَعْمِر السابق، بين الموت والحياة.

يمكن تخصيص مخطط لمستويات الصراع في الرواية، فهناك صراع داخلي في ذات البطل، وهناك صراع بين القيم، أوصراع بين الأفكار أو صراع بين الحضارات.

يمكن تخصيص مخطط للتفصيل في الأساليب الأدبية (السرد والحوار والوصف) فنقسم السرد إلى السرد الذاتي، والسرد الموضوعي، أو المتناوب، ونقسم الحوار إلى داخلي وخارجي ومبررات استخدام كل واحد منها، وكذلك الوصف بحيث نمايز بين وصف الشخصيات، ووصف المكان، ووصف الأحداث ومبررات كل منها.

يمكن تخصيص خريطة خاصة باللغة ومستوياتها وحقولها الدلالية ونوعية المفردات والعلاقات بينها.

على أن الاستراتيجيات كثيرة وكل يوم تطالعنا كتب التربويات باستراتيجيات جديدة وعلى المعلم أن ينوع وألا يركن للروتين القاتل في منطقة الراحة، بل عليه أن يجدد ويحافظ على شغفه وشغف طلابه، وأن يهتم بتدريس الرواية وتوظيفها من أجل التعليم.

 

نتائج البحث:

خلص البحث إلى نتائج مهمة لا تخفى على أي باحث وإنما نوردها من باب التذكير بها:

  1. تدريس الرواية قرار مفيد للعملية التربوية برمتها.
  2. لابد من اختيار روايات مناسبة لعمر الطلاب وثقافتهم الأم.
  3. ثقافة المعلم واطلاعه المسبق سبب مهم لنجاح تدريس الرواية.
  4. اطلاع المعلم على المدارس الأدبية أمر مفيد لتدريس الرواية.
  5. حصة الرواية مثلها مثل أي حصة تحتاج تحضير وتخطيط ربما كان أضعاف أي حصة أخرى.
  6. مناقشات ما بعد الرواية مهمة لتقييم الفهم وتقويمه.

توصيات البحث:

هناك بعض التوصيات التي نراها مفيدة؛ لتحقيق الهدف المنشود من تدريس الرواية نذكر منها:

  1. اختيار أعمال عربية أصيلة ومترجمة مناسبة، وهناك دول عربية مثل الإمارات قامت بشراء حقوق ملكية بعض الراوايات وحق التصرف بها لتلائم المجمتع المحلي وهذه خطوة تحترم.
  2. تدريب المعلمين على أفضل الممارسات والاستراتيجيات المناسبة لتدريس الرواية.
  3. تطوير وسائل ومصادر وموارد تساعد المعلمين في تدريس الرواية.
  4. توظيف التقنيات الحديثة والمنصات الحديثة لتدريس الرواية والتأكد من قراءة الطالب ومن فهمه.
  5. الحرص على توظيف الاسترتيجيات الحديثة لتفادي الملل والرتابة وتكرار الذات.
  6. الحرص على ربط الرواية بالحياة وتحليل سلوكيات وأخلاق شخصياتها.
  7. تشجيع أدب الناشئة الموجه لطلاب المدارس بما يثري المكتبة المدرسية ويزيد الخيارات الآمنة.

 

إن استشراف المستقبل يجعلنا نهتم أكثر بتدريس الرواية عبر إنتاج نصوص جديدة موجهة للناشئة تراعي ميولهم وتوجهاتهم وثقافتهم، وعبر إبداع استراتيجيات وتقنيات ووسائل تعليمية ترفع من دافعية الطلاب وتزيد من شغفهم، وأرجو أن أكون قد سلطت الضوء على سبل تدريس الرواية في العالم العربي، وحركت مياهها الراكدة، آملًا أن نرى المزيد من الدراسات والأبحاث التي تعنى بتدريس الرواية في عالمنا العربي باللغة العربية.

 

المصادر والمراجع:

الكتب:

  • ابن منظور: لسان العرب، بيروت لبنان، دار صادر
  • أمبوسعيدي، عبد الله خميس وآخرون: استراتيجيات المعلم للتدريس الفعال، دار المسيرة، عمان الأردن، الطبعة الأولى 1440هــ 2019م.
  • شحاتة، حسن، والسمان، مروان: المرجع في تعليم اللغة العربية و تعلمها،مكتبة الدار العربية للكتاب، القاهرة مصر، الطبعة الأولى، 1433هــ -2012م.
  • عطية، محسن علي: استراتيجيات ما وراء المعرفة في فهم المقروء، دار المناهج للنشر والتوزيع، عمان الأردن، الطبعة الأولى، 1435هــ – 2014م.

الكتب الأجنبية:

  • Lori G. Wilfong‏: Nonfiction Strategies That Work: Do This–Not That! Routledge, New York, First published, 2014.

الأطروحات:

عباد، إيمان: أصل نشوء الرواية العربية بحث موازن لآراء الدارسين العرب، رسالة ماجستير، جامعة الشهيد حمه لخضر الوادي، الجزائر، السنة الجامعية 1438هــ – 2017م .

المقالات المنشورة على الشابكة:

  • Prahl, Amanda. “What Is a Novel? Definition and Characteristics.” ThoughtCo, Sep. 8, 2021, thoughtco.com/what-is-a-novel-4685632.

 

[1]  ابن منظور، لسان العرب : مادة روي.

[2] براهل، أماندا. “ما هي الرواية؟ التعريف والخصائص.” ThoughtCo، 8 سبتمبر 2021، thinkco.com/what-is-a-novel-4685632.

[3]    إيمان عباد، أصل نشوء الرواية العربية، ص 6

[4] المرجع في تعليم اللغة العربية و تعلمها: حسن شحاتة ومروان السمان، ص 167.

[5]  منهج تابع للبكالوريا الدولية للصفين الحادي عشر والثاني عشر.

[6]عبد الله خميس أمبوسعيدي وآخرون، استراتيجيات المعلم للتدريس الفعال: ص 416-417.

[7]   لوري جي. ويلفونج: الاستراتيجيات الواقعية الناجحة،  افعل هذا–وليس ذاك! – ص 212 .

[8]  محسن علي عطية: استراتيجيات ما وراء المعرفة في فهم المقروء، ص97-98. واقتصرها على: (تنبأ، نظِّم، ابحث، لخص، قيم) فقط.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!