كانت ثورة 11 فبراير في اليمن بإرادة السماء، ورب السماء، فالله وحده هو المريد، وهو مُخرجُ الناس إلى الساحات، ولا حولَ ولا مخرجَ من هذا النفق المظلم إلا به. لم يكن 11 فبراير خروجا عبثيا، ولم يكن كذلك خطأ ارتكبناه، بل كان تحصيل حاصل، وكل الطوائف قد خرجت، بما فيهم أعداء فبراير اليوم. من مدينتي العظيمة تعز كانت الانطلاقة، وكان لنا نحن معشر الشباب السبق في الخروج للميدان، وباسمنا تسمّت ثورتنا، وبالحرية تسمّت ساحتنا. شاركنا في الخروج أحزابا ومنظمات عديدة، ولم يركب التجمع اليمني للإصلاح موجة التغيير، بل السعودية الجارة الجائرة من ركبت الموجة، وانحرفت بمسار الثورة، وقد أتت بالمبادرات والمؤتمرات والمقذوفات وكل الويلات. في فبراير، ذلك الربيع؛ تاقت كل النفوس لحياة كريمة، ولم تكن تعلم تلك النفوس التواقة للحرية والكرامة؛ ماذا سيجلب الخروج بعد، وإلا لكانت صبرت. ثورة فبراير، موؤودة حية، لا بل ميتة، وقد دفنت. سلوا السعودية، لماذا ثورتنا وأدت؟ وبأي ذنب في التراب دفنت؟ أثورتنا، عار على الرياض إن كبرت؟! أتخشى على نفسها منا؟! أم تخشى أن تصير لها مولودة كابنتنا. هي شقيقة وجارة، ويا ليتها ما كانت كذلك، ليتها كانت عنا بعيدة، ليتها في مجرة، ونحن في مجرة، فمن قتل الحمدي سواها؟ ومن أتى بصالح؟ غيرها؟ كلٌ ويلٍ تجرعناه، نحن أهل اليمن، كان من كأسها ونبيذها. يا فبراير، قاتلك هو قاتل اليمن منذ الأزل، فعواصف آل سعود، عصفت بنا فقط وبآمالنا، ومقذوفاتهم سقطت على رؤوسنا نحن الأبرياء العزل. يا آل سعود، نحن لم نعد أطفالا، فقد كبرنا، وصرنا ندرك ما تحيكون لنا، فلا تستخفون بنا أكثر. الصبر الصبر يا أماه يا تعز، ففبراير فيك خلقت! وفي أحشاء بطنك تمخضت، وعنها ستحاسبين وستدفعين وتدفعين.
*****
الذكرى الثامنة لثورة فبراير