جسور البريقة / بقلم:كمال محمود علي اليماني

من سلسلة قرأت لكم :

 

سلمني الباحث العزيز هاني باسل إصداره الجديد ، وهو عبارة عن كتاب بعنوان ( جسور البريقة ) .
يقع الكتاب في 101 صفحة من المقاس المتوسط ، وهو من إصدارات هذا العام2025.
الكتاب حفل بمعلومات جمة عن جسور البريقة ، لن يجدها القارىء المهتم في أي كتاب آخر، فلا يرهقن أحدكم نفسه بمحاولة إيجادها.
غلاف الكتاب غلب عليه اللون الأزرق الفاتح ، وهو اللون الذي يجمع مياه البحر بالسماء التي تظله.
كلمة جسور أيضا جاءت باللون الأزرق الداكن الدال على القوة ، وكُتبت على هيئة توحي بالتركيبات المتينة .
أما كلمة البريقة فقد جاءت بلون أحمر للدلالة على شعلة المصفاة التي تهب البريقة حياتها.
وتحتهما جملة اسمية ( ذاكرة الأمكنة والناس) ، وأسفل منها شريط سينمائي يستعرض تلكم الذكريات.
وفي أسفل الصورة يتمدد من أقصى الركن في اليسار إلى أقصى الركن في اليمني ( جسر الخالدين).ويرتسم اسم المؤلف ( هاني باسل ) في الأسفل كسفين ممدة إلى جانبه.
الكتاب أعادني إلى طفولتي التي تفتقت في البريقة ؛ إذ أنا من مواليدها ، وإلى بدايات شبابي ، حيث كنت مجندا في مستشفى الصداقة اليمنية المجرية ( مستشفى صلاح الدين العسكري) ، وأخيراً أعادتني إلى سنوات عملي في مصافي عدن ، قبل أن أصير في قائمة المتقاعدين ، وكل هذا السنوات مرت أمام خاطري شريطا من ذكريات كانت جميلة ، وستظل حبيبة إلى قلبي.
على بعض هذه الجسور مشيت راجلا ، وعلى بعضها الآخر مررت راكبا ، غير أني خلال سني عمري لم أتساءل ، ولو لمرة واحد عن تاريخ إنشاء هذا الجسور ، وعن الحوادث التي شهدتها، لهذا تجدني أصف هذا الكتاب بالمتميز، والمتفرد؛ المتميز بهذا الكم من الصور النادرة التي ضمها بين دفتيه ، والمتفرد في الموضوع الذي تناوله.
الكتاب ابتدأ بإهداء شفيف إلى ولدي الباحث هاني باسل ؛ نور ومحمد، تلاه تقديم بقلم كاتب السطور ، ثم مقدمة مستفيضة إلى حد ما ، شرح فيها الباحث دوافعه لكتابة هذا البحث ، ورحلته مع تأليفه.
الكتاب حوى 87 صورة السواد الأعظم منه ملون ونادر ، شفعه بملحق من الصور بلغة 43 صورة.
ثم فهرس بالوثائق والمصادر من الصحف والمجلات ؛عربية وإنجليزية ، التي استقى منها الباحث هاني باسل معلوماته عن الجسور ، وكشف بأسماء الأشخاص والمكتبات والمراكز التي كانت عاملا مساعدا له في رفد الكتاب بالمعلومات التي بدت حصرية في هذا الكتاب.
وعنّ للباحث في الصفحات الأخيرة أن ينشر رسالة بعثها إليه الأستاذ الأديب والقاص عمر جبلي ( بارك الله في عمره) ، التي تحدث فيها عن ذكرياته مع جسور البريقة.
يقول الباحث هاني باسل في الغلاف الأخير :” لايقتصر العمل على رصد الجسور وأسمائها غير المعروفة والمتضاربة فحسب، بل يسلط الضوء على الأحداث المرتبطة بها ليخرج عملاً فريداً يحي ذاكرة المدينة ، ويعيد إليها ملامحها المندثرة، وكل ذلك يجعل من هذا العمل إضافة قيمة للباحثين والمهتمين بتاريخ عدن الاجتماعي والعمراني”، إنه يصف كتابه بكل فخر واعتزاز، وحق له ذلك؛ فالكتاب جد رائع ،وجديد في موضوعه ، ولقد وجدت متعة لاتضاهى وأنا أتنقل بين صفحاته ،وعسى أن تجدوا ذات المتعة حين تقرأونه.
ويبرز السؤال : كم عدد جسور البريقة؟ هذا ماسوف تعرفه من خلال قراءتك للكتاب .

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!