آفاق حرة
بقلم / أيمن دراوشة
النص الزجلي:
زجل وموال وواو
مكالمة الغالية
***********
إزيك يا أمي وحشاني
الحمد لله إنك بخير طمنتيني
دا انا من دقيقة
برن ع تليفونك قلقتيني
دقيقة تاني وكان طار
برج من دماغي
المهم إنت تمام
وسامعك وسمعاني
الله أكبر
أيوه أيوه دي ضحكتك
جت نغم ف وداني
منحرمش منك
يا أمي ياعنيه
وتعيشي ليه
يا ست الكل يا حبيبة
دي الدنيا كلها بتغني
فرحانة قدامي
لما بسمع صوتك بوداني
ولا لسه عاوزة تشوفي
وتعرفي غلاوتك عندي
يااااااه يا أمي
دانت أغلى الغلاوة إللي عندي
وقلبي مفيهوش ساكن غير أمي
وكلمة وحشتيني
لو هقولهالك دي شويه
ولو هكتبها في ورقه
مش هعرف أكتبها
غير لما أكتب وراها يا أمي
أزيك يا غاليه يا أمي عمله أيه
وصحتك أخبارها أيه
إوعي تكوني مفطرتيش
طب فطرتي ولا لسه
فطرتي…
طيب فطرتي إيه
بس كدا…
علبة زبادي
طب إوعي تكوني ماشربتيش العصير
ولا تكوني ما كلتيش م ال فطير
حتة بس كلتيها صغيرة ونص كوباية..
طب أنا إيه بتقولي
معلش التليفون صوته وطي
ولو هتعبك بالكلام آسف آسف
سامحيني
إنت يا ابني يا ضنايه:
كلت وشربت ونمت كويس
أيوة كلت يا أمي ميه ميه
وتقلت كمان هدومي
ما تخافيش عليه
وكل كلامك اللي بتقولوهولي
أوامر ليه
المهم إنتي على صحتك طمنيني
هو أنا أسأل بسؤال عليكي يا أمي
تجاوبيني بلهفتك بعشرين سؤال عني
بتقولي إنك بتاكلي كل حاجة حلوة
بس مرة علقم
طب ليه ألف سلامة عليكي يا أمي
ياه يا أمي
كل دا عشان بس أنا بعيد عنك
ربي ميحرمنيش يا أمي منك
طب إوعي تكوني نسيت العلاج
أول مارجع إن شاء الله
هوديكي تتمشي
وتتشمسي على البلاج
دا انت الغالية يا أمي
وروحي من غيرك تطير
أوعَ أكون قلقتك
ولا تكون رنت تلفوني
من نومك صحتك
اعذريني وسامحيني
انت عارفة معرفش أعيش
وابدأ يومي
غير لما صوتك يجلجل في وداني
يا أمي يا حببتي يخليكي ربي ليه
وتعيشي يا غالية منحرمش منك
بيوصلني والله دعاكي يوماتي ليه
مستورة دايما خطاوية
في كل حته يقولولي سالكة ومقضية
عدي بسلام من غير أذية
مرسوم يا ابني الرضا فيك وعلى وشك
أقولهم دا من دعا أمي ليه
عشت يا أمي… ربنا يرضيكي
ياست الكل والكليلة
وكل ما ليه
النهردة بس بعيد عنك
وبكرة هسافرلك
هاجي طاير
أقولك وحشتيني وأبوس إيدك
واقعد ف جنتك تحت رجلك
بس ليه طلب عندك
خلي بالك يا أمي
لحد ما آجي من نفسك
وسلام عليكي
ألف ألف سلام دلوقتي
ومتخفيش عليه
الله معايه ماتخافي
يا أمي مع ألف ألف سلامة
بس مش هقفل أنا السماعة
مستنيكي لما إِنتي اللي تقفلي
في رعاية الله يا أمي استودعك ربي
أولًا: تهيئة
الزجل يحمل بعض العناصر الشعرية المميزة مثل التكرار والتواصل المباشر مع الشخص المعني، ويتميز النص بطابع الحوار الدافئ بين الأم وابنها، مما يعكس العلاقة القوية والمحبة بينهما.
إنَّ الاستخدام المتقن للغة الشعرية والتشبيهات من قبل الكاتب قد أضاف جمالية للزجل، كما يظهر التركيز على التفاصيل اليومية والحياتية كمظهر من مظاهر العناية والاهتمام بالأمور الصغيرة.
ثانيًا: الجانب الفني:
– التراكيب الشعرية: يمكن ملاحظة استخدام التكرار والتناغم في الأبيات، مما يضفي إيقاع وجمالية منسابة كأنها نهر جارٍ، على سبيل المثال، التكرار في العبارات مثل “يا أمي” و”يا غالية” يعزز من رونق الزجل ويعبر عن العاطفة العميقة.
– الصور البصرية: استخدم الكاتب التشبيهات والصور البصرية لإيصال المشاعر والأفكار بقوة وجاذبية براقة، على سبيل المثال، “روحي من غيرك تطير” تعبر عن قوة الارتباط العاطفي بين الأم وابنها.
– الأسلوب الحواري: يظهر استخدام الحوار بين الأم وابنها ليعكس العلاقة القريبة بينهما، ويضيف أبعادًا إضافية من الواقعية والإحساس إلى الزجل.
– التنظيم والتنسيق: يمكن تحسين ترتيب الأفكار وتنظيم الأبيات لتحقيق تدفق جيد وتسهيل فهم الزجل، مما يجعل القارئ يستمتع بقراءته بشكل أفضل.
– الاستخدام الفعال للغة: يُظهر الزجل استخدامًا متقنًا للغة العربية وتعبيراتها الشعبية، مما يضيف إلى جمالية النص ويجعله أكثر روحًا وجاذبية.
– الجوانب التقنية: ومنها التناغم والتسلسل الجيد والحوار الجميل وتدفق الأحاسيس والمشاعر والتوازن بين الأفكار.
باختصار، الزجل يتميز بعمق العواطف والرومانسية، ويظهر استخدامًا متقنًا للعناصر الشعرية لإيصال المشاعر والأفكار بشكل فني فائق الجمال.