لصحيفة آفاق حرة:
_______________
شاعر غنائي
بقلم – محمد فتحي المقداد
كتبتُ: (قل للمليحة في الفيس بوك .. ليش أهملتِ الواتس أب
ألا تدري ..!!
ماذا فعلت بمثقّفٍ شاعر ..
قد عاف أوراقه و أقلامه ..
لما هجرتِ الواتس أب ..
اتقِ الله يا شيخة..!!)
أتوقع أن أصبح مؤلفاً غنائياً مشهوراً، لا يُشقّ لي غُبار، إذا وجدت مطرباً يستطيع أن يغني كلماتي، أنا متأكد من نجاحها، وباستطاعتها منافسة (أغنية هيفاء وهبي- الواوا ) ولن أكون جشعاً في طلب الأموال الطائلة لقاء هذه الكلمات، كما حصل مع هيفاء وهبي، عندما أقامت عليها الشاعرة كاتبة كلمات الأغنية دعوى قضائية تطالبها فيها بخمسة ملايين جنيه مصري، لا أدري ما هذا الحسد الذي أصاب نفس الشاعرة؟ فأصابتها الغيرة من شعبية هيفاء الجارفة، وعندما رأت الشهرة الكبيرة للأغنية، وحينما تمشي في شوارع القاهرة، و المدن العربية كلها بلا استثناء، و تستمتع للأغنية في محلات الكاسيت ( الواوا) على مدار الساعة من مكبراتها الصوتية،و الطلب الكبير على الأغنية في كل الأوساط و المحطات الفضائية تبثها على مدار الساعة، وفي أي عرس لا يمكن إلا أن يرقص المدعوون على أنغامها.
سلفاً سآخذ عهداً على نفسي أن لا أحسد المطرب، حتى وإن تُرجِمَتْ أغنيتي إلى كل اللغات العالمية، وإن تبَنَّتْها الأمم المتحدة في حفلاتها الممولة من شركة الواتس أب.
أطلب مساعدتكم أيها الأصدقاء في البحث عن شركة إنتاج فنية، ولا يهم إن كانت وهمية، تتبنى تلحينها ونشرها، ولا مانع عندي إن كان المطرب مغموراً و مبتدئاً، وأفضّل لو أن الروتانا تتبنّاها، لأنها الحوت الإنتاجي الفني الأكبر على مستوى الشرق الأوسط، وسأوقع لهم على ورقة بيضاء بلا شروط مسبقة مني، وأي مبلغ أحصل عليه منهم، ولو كان مئة دولار أميركي، سأكون شاكرا لله على أنها رزق أتاني من غامض علم الله، لم أكن أنتظره أو موعوداً به، لأنني لاجئ فقير، و المئة دولار تعني لي و لأمثالي الشيء الكثير، نظراً للظروف الصعبة التي نمرّ بها.
سأخبركم بشيء من أسرار أسرتنا العتيدة، أمي في منتصف عقدها الثامن، نِكَاية ببناتها و كنائنها وجاراتها، وضعت ( واتس أب ) على موبايلها، رغم أنها أميّة لا تقرأ و لا تكتب، وكي تتغلب على هذه المشكلة، فعلى مدار الساعة تستعين بأحفادها ليكتبوا لها، وترسل ما يجول بخاطرها إلى الجارات في الحارة، وصديقاتها خارج الحارة.
ولا أدري ما الذي جعلني أن أخبركم ببعض الأسرار، ومنها أيضاً أن جارتنا اليوم قامت بتنظيف بيتها كاملاً وترتيبه، استغرق منها كل ساعات اليوم( يعني نفض شامل على كيفكم)، وذلك عندما تعطل عندها ( الواتس أب ).
وما دمتُ أروي لكم عن حارتنا وبعض أسرارها، فقد حدثت ضجّة في الحارة على غير المعتاد من الهدوء، الجارات صَحَوْن مبكِّرا، وبدأ رنين هاتف زوجتي لا يتوقف،منذ الصباح الباكر، طار النوم من عيوني رغم إرهاقي وتعبي الجسدي، من يومي السابق المليء بالعمل من الصباح لغاية الليل. يبدو أن المشكلة عويصة، استفسارات غاضبة عن ( الواتس أب ) وأسباب توقفه الغامضة والمفاجئة. الجارات ضَجِرْن، وصِرْن مًتبرِّماتِ غاضبات، و كانت ليلتهن تلك مليئة بالقهر والكَمَد، ولما يئسن من إصلاح العطل من إعدادات (الجالاكسي) نِمْنَ باكراً قبل أولادهن الطلاّب – لله المشتكى –
أﺩﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﻐﻞ (ﺍﻟﻮﺍﺗﺲ ﺃﺏ) وأنا صادق بدعائي. ﻭ ﻳُﻬﺪِّىء ﺍلأﺣﻮﺍﻝ وتمرّ الأمور على خير . تبين لي أن ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺠﺎﺭﺍﺕ ﺟﻤﻴﻌا ﺍلاﺗﺼﺎﻝ ﺑﺼﺪﻳﻘﺎﺗﻬﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺒﻠﺪ، لتشكيل ﺗﺠﻤﻊ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻋﻤﻞ ﺍﻋﺘﺼﺎﻡ ﻣﻔﺘﻮﺡ أﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤُﺨَﺪِّﻣﺔ للاﺗﺼﺎلات، ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻮﺍﺗﺲ ﺃﺏ . لأن ذلك يعتبر مكتسباً نضالياً لهنَّ عبر السنين الطويلة، ضد التمييز و عنجهيّة الرجال وغرورهم، فلا يمكن التنازل عنه، وهو أحد مظاهر الحرية الشخصية، و التواصل الاجتماعي، ﺿﺮﺭ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺴﻮﺍﻟﻴﻒ، و ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎ، ﻭﺍﻟﻐﻴﺒﺔ، و ﺍﻟﻨﻤﻴﻤة، ﻭ ﺍﻟﺪﺭدﺷﺔ،و المشاركة في تسيير سياسة البلد، ﺍلأﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ازدياد العراكاﺕ و الخلافات العائلية ﻣﻊ الأزواج و ﺍلأﻭلاﺩ، والتوتر الدائم في الأُسر. و ﺍﻗﺘﺮﺍحهن المطرﻭﺡ للتصويت ﻋﻠﻴﻪ، ﺑﻌﺮﺽ ﺍلقضية ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﻣﻲ ﻣﺘﻤﺮﺱ، وخبير دولي في النصب والاحتيال، ﻟﺮﻓﻊ ﻗﻀﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ.
تزامن ذلك مع الضجة الداعشية في العالم وتحويلها إعلامياً، كي تصبح دولة عظمى تشكل خطراً على السلام العالمي، الأمر الذي استدعى تشكيل تحالف دولي مكوناً من أربعين دولة، كذلك لا أخفيكم سراً أنني خلال الفترة الماضية، كتبت كلمات أغنية سياسية، لم يتسنَّ لأحد الاطلاع عليها، عندما داعش في بدايتها، تقول كلماتها ( تي دع دش .. تي رش رش ) في هذه الفترة سيطر الخوف عليّ فيما مضى من نشرها, خوفاً من اغتيالي، لكن لما ظهر التحالف الدولي، فكرتُ جدياً في الانضمام إليه، خاصة وأن إسرائيل صديقة العرب الوَفِيَّة عضوٌ فاعلٌ فيه، ولها الحق الضرب في أي مكان وفي أي زمان، تحت غطاء دولي.
وبذلك اطمأنت نفسي، و قرَّتْ عيني، واتخذت قراري بنشر تلك الأغنية، وسأكون محظوظاً لو أن مطربة لبنانية قامت بغنائها، لأصبحتْ شهرتي تُطْبِقُ على الخافقيْن، وساعتها سأحتاج لتعيين مدير أعمال، لترتيب لقاءاتي الصحفية، ومواعيدي مع جمهوري ومدراء الشركات الفنية، وآخر يحمل لي (السامسونايت )، و ( بَدَي غارد )، وهذه ضريبة الشهرة رغم أنني لا أحب المظاهر المزعجة للآخرين، لكن لا بُد من الذي منه بُدًّ، وسيكون مكان إقامتي أشهر الفنادق بدل الخيمة في المخيم البائس. وسأرمي ببؤس اللجوء خلف ظهري، وسأنساه بتاتاً.
شطح بي الخيال شططاً، وستضحكون، إذا علمتم أنني لا زلت أجلس في مكاني، ولم يتغير شيء على حالي أبداً منذ ما يقارب من أربع سنوات.