عَلىٰ نّاصِيّة التَمّحِيصِ تَقِفُ ضَمَائِرنُا، في مَراحِل الزجّ للأمّة، وفي عُمْقِهَا وحَقِيقَتِها ارتِقَاء للبَشَريّة، وإعَادّة إخْرَاجٍ لهُمْ مِن مَخَاضِ الگذِبِ والنِفَاق، إلىٰ ولادةٍ صَادِقة يَتْبَعُهَا الصَفّاء للمَنْهَج، والاستِقَامَة للطَرِيق، والتَوَازُن للِعُبُور، والتَمّاسُگ للصَفّ المهَلهَل،
فَلا بُد مِن غَربَلة النُفُوسِ حَتىٰ تَهدأ القُلوبْ، ويَنبَلجُ فِي الگَونِ فَجرٌ جَدِيد مُعلِناً بِدايَة حَياةٍ رغِيْدة، نَعِيشُها بِگنَفٍ بَعِيداً عن احتلالِ أنفسنا المخذولة، آنَّ الأوان لتَحْرِيرِها مَن القِيُودِ الصَمّاء، لِتَسْمّوا الأرْوَاح بِگرامّةٍ وتُحَلِقُ عَنَان السَمَاء.
حَانَّ الوقتُ للِتَخَلصِ مِن الخَوف والقَلَقْ والإضْطِرَاب، وانْتِشَال النّفس مِن عُبُودِيَة القِيَمِ الزَائِفَة، وصَدها عَنِ الهَوىٰ والشَهوة والمَتّاع الزَائِل، گَفَانّا انطواء فِي تِلگَ الصَنَادِيق السَودَاء، فَلنَخْرجْ مِنّها وَنَهتِفُ تَبْاً للِجَهلِ والإسْتبدَاد، فَنَحْنُ مَسؤولون عَن تَشگِيل المُجتَمع والأمّة، عَقلاً وفِگراً ووعياً، بَعِيداً عَن ذّاگَ الإنسَان الأصمّ الأبگمّ، اليَائس البَائس مُدَمَر الهَويّة الذّي يَعِيشُ بلِا هَدَف، المُتَوفّىٰ فِگريّاً المُجَرد مِن گُل شَيء، جَسداً عَاجِزاً عَن فِعل وقَول أي شَيء، ذّاگ الذّي يَسگُن داوخِلنا،
مايَحدُث هَذِه الأيّام أنّ الگُل يَرفَع الأيّدي لرَفعِ الظُلم، ولگنْ الگُل ظَالِم مستبد گُل فِي دائِراتِه، فلا يُستَجاب دُعَاء، وتَغرق الدُنيّا فِي المَظَالِم أگثر فأگثر، إلىٰ متىٰ سَنَبقىٰ مُگبَلِين گالأسرى، أحلامُنَا دُفِنَت خَلفَ القُضبَان الخَائِنة، گَلِماتُنا لُجِمتْ، وأرواحُنا هُتِگت ولانُبالي، لماذا قَبلنَا بالخُنوع والذِل، والله قَد خَلَقَنَا أعزّة گِراما،
فالحُريّة لِيستْ مِنحَةً، بَلْ حَقٌ للجَمِيع،تُؤخَذ ولا تُطلَب، ولا يُمگن تَقسِيمها أو التَنّازل عنّها، لأن مَصْدَرها تَعنِي مصَادرة الحَياة، والتَعدّي على أگبَر قِيمَة معنويّة، سَأگتفي أخِيراً بِقول عُمر مَتىٰ اسْتَعبَدتم النّاس وقَد ولِدتهُم أمهَاتُهم أحَرارَا فمهما طال الليّل سيَنجَلي، ولابدَ أن يَستَجيبَ القَدر .
#فردوس_أگرم_الشقير