-1-
يحكى أنه في يوم من الأيام أراد إله الرعد والبرق أن يقضي وقتا مع أحد الفلاحين في حقولهم. وفي كل يوم تعودا أن يسمرا حتى ساعة متأخرة من الليل . وفي كل يوم كانا يتناولا موضوعات شتى في الحياة…في طموحات الفلاحين وشؤونهم وشجونهم …وفي كل مرة كانا يتفقان على الموضوعات التي يناقشانها.
في إحدى السهرات ، رأى الفلاح أن المطر هذا العام كان غزيرا وأدى إلى تلف جزء من المحصول…. لكن إله الرعد استنكر الفكرة من أساسها …. واعتبر أن الفلاح قصّر في العناية بالمحصول…. حاول الفلاح عبثا إقناع إله الرعد بفكرته لكنه تعنت ورفض فرضيات وطروحات الفلاح…. ثم تابع إله الرعد قائلا: يا صديقي إذا لم تقنع بفكرتي سأرسل رعدي وغيمي ومطري إليك …. وسترى…..لن تفيدك الشمس أو الهواء أو الرياح….
وافق الفلاحُ إلهَ الرعد ….. وحمد الله أن انصرف راضيا ً تلك الليلة …..
-2-
يحكى أن مدرسا للتربية الدينية روى لتلامذته حكاية سيدنا يونس…..وكيف دخل جوف الحوت….ثم لفظه الحوت بعد أيام…..سأل أحد التلاميذ الأستاذ : ولكن يا أستاذ كيف دخل سيدنا يونس جوف الحوت ولم يمت ؟…إذا دخل أي منا جوف الحوت أو بركة مياه سيموت لساعته…..تعكر مزاج الأستاذ كثيرا وأجابه : وما دخلك أنت يا قليل التهذيب حتى تنكر رواية القرآن الكريم .. ماذا يعمل أبوك ؟ ومن أي منطقة أنت؟ وبدأ الأستاذ يوبخ التلميذ … وكلما تذكر الأستاذ الحادثة عاد ووبخ التلميذ.
كره التلميذ التربية الدينية ومعلم التربية الدينية بسبب هذه الحادثة …..
عرفت بما حدث عندما حضرني إلى المكتبة والد التلميذ يصحب ولده الحائر…. وسألني ما يفعل…..ضحكت كثيرا وابتسمت في وجه الطفل الحائر وقلت له يا صغيري…. حكاية سيدنا يونس عليه السلام ليست حكاية عادية…. ولا نراها كل يوم ….لا تحدث معي أو معك أو مع والدك …. حدثت مرة في التاريخ … وكانت معجزة….والمعجزات يا صغيري لا تتكرر وإلا صارت أحداثا عادية ….. أفهمت …. سيدنا يونس عليه السلام ليس شخصا عاديا …كان يحمل رسالة السماء….إلى الناس كل الناس….. والمعجزات كثيرة لكنها نادرا ما تحدث…. هاك مثلا أولئك السبعة أطفال الذين تكلموا في المهد…… أنت وأنا نناغي ونكاغي ولكن لا نتكلم كلاما يفهمه الكبار لأننا عاديون… أفهمت الآن…
وقف الطفل على كرتونة ورق في المكتبة …. قبلني وشكرني كثيرا… لاحظت على وجهه أمارات الرضى والقبول….
-3-
في إحدى المرات سئل برناردشو عن الحوار فقال:
إذا كان لديك تفاحة ولدي تفاحة…. وتبادلناها…. سيصبح لدى كل واحد منا تفاحة …..
أما إذا كان لديك فكرة أو رأي وتبادلناها ….. سيصبح لدى كل واحد منا رأيان أو فكرتان….
فما بالك إذا كنا عشرة………..
أو عشرون………
أو مئة
المهم في الأمر ، أن للجدل آداب لا بد من إحيائها……