قال تعالى:
” فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه..”
أثبتت دراسات سلوك عالم الحيوان ما يسمى “محاكم الغربان” . وفيها تحاكم الجماعة أي فرد يخرج على نظامها حسب قوانين العدالة الفطرية التي وضعها الله سبحانه وتعالى لها، ولكل جريمة عند جماعة الغربان عقوبتها الخاصة بها :
فجريمة “اغتصاب طعام الفراخ”:
تقضي العقوبة بأن تقوم جماعة من الغربان بنتف ريش الغراب المعتدي حتى يصبح عاجزا عن الطيران.
وجريمة “انتهاك حرمة العش” أو هدمه:
فتكتفي محكمة الغربان بإلزام المعتدي ببناء عش جديد لصاحب العش المعتدى عليه.
أما جريمة “الاعتداء على أنثى” غراب آخر :
فتقضي جماعة الغربان بقتل المعتدي ضربا بمناقيرها حتى الموت .
وتنعقد المحكمة عادة في حقل من الحقول الزراعية أو في أرض واسعة، تتجمع فيه هيئة المحكمة في الوقت المحدد ، ويُجلَب الغراب المتّهم تحت حراسة مشددة ، وتبدأ محاكمته فينكّس رأسه ويخفض جناحيه ويمسك عن النعيق اعترافا بذنبه.
فإذا صدر الحكم بالإعدام ، قفزت جماعة من الغربان على المذنب توسعه تمزيقا بمناقيرها الحادة حتى يموت، وحينئذ يحمله أحد الغربان بمنقاره ليحفر له قبرا يتناسب مع حجم جسده يضع فيه جسد الغراب القتيل ثم يهيل عليه التراب احتراما لحرمة الموت.
وهكذا تقيم قبيلة الغربان العدل الإلهي في الأرض .
إذا كان هذا حال قبيلة الغربان في مملكة الطير، فكيف يجب أن يكون حال الانسان الذي الذي استخلفه في الأرض واستعمره فيها؟؟
يا ويلتاه ،أعجزنا نحن البشر أن نكون مثل الغراب؟
متى يقيم الانسان العدل الالهيّ في الأرض؟؟؟