لصحيفة آفاق حرة
جسد يتمدد بآلامه وآثامه، جسد يحمل ألوان الحياة أوشاما على الجلد النازف، جسد الإنسان السؤال، لوحة جسدت الإنسان، حمّال السؤال، فرّت يده من الأرض لتعلو كالشجر مرسومة على الجدار.
وأنت تتأمل اللوحة تلتهمك الأسئلة، لم كانت اللوحة جثة تحمل رأسا تدلى نقطة استفهام حمراء . وكأن البحث عن الحقيقة يقطر دما أو هي رأس مقطوعة بمنجل السؤال. وجوه عديدة كانت تفاصيلها على الجسد الكبير… وكأنه جسد جماعي أو جثة جماعية تروي حكاية الإنسان مذ وارى الغراب جثته الأولى… هو جلد الأرض أيضا يحمل حكاية الطير والنمل والغرباء الذين نسيت الأرض أن تذكر أسماءهم لكن صورهم بقيت عالقة في مشنقة السؤال.
وجوه تفتح أبواب السؤال وتفر من سجن عشش فيه البديهي واليومي والدغمائي…
جسد تفتحت فيه ورود الألم ألوانا فصار حديقة غناء من الألوان…زرقة الجسد المعذب، حمرة الدماء النازفة، صفرة الوجوه الشاحبة … لكن رغم كل ما تحمله هذه اللوحة من ألم فإنها تتلألأ بوميض الحياة فلا يمكن للجثة أن تتألم إذ لا يتألم غير الحي، ولا يرفع يده إلى أعلى غير الحي، ولا يفر من مقبرة مبهمة غير الحي…
كانت لوحة نقطة استفهام، معرضا في جسد كبير، أراد الفنان أن يضفي عليها حركة وصوتا فأضاف عليها في افتتاح معرضه الرقص والغناء والشعر فصارت ركحا للفنون جميعها فعبر الجسد المكلوم بأشكاله المتعددة ورمزية ألوانه وعبرت الفنانة غنوة بن طارة بآهاتها والتعبير الجسماني كما باحت الشاعرة سلوى الرابحي بما حدثتها اللوحة ورقصت على نبضها راقصة الباليه نادين المكور وعزف ألوانها الفنان عمار القاسمي.
هامش: هذا النص كتب على هامش معرض الفنان التشكيلي العراقي سمير البياتي بتاريخ 24ديسمبر2021 برواق الفنون ببن عروس، معرض بعنوان : نقطة استفهام ضم لوحة واحدة طولها 18مترا وعرضها 11مترا.