مقامات خالدة / بقلم:نوار الشاطر

آفاق حرة

مقام السيدات : ميمونة بنت الإمام الحسن ، أسماء بنت عميس ، حميدة بنت مسلم .

شيد المقام عام 1330 هجري في أواخر العهد العثماني في مقبرة باب صغير في مدينة دمشق .

– السيدة ميمونة بنت الإمام الحسن المجتبى :

السيدة ميمونة هي بنت الإمام الحسن توفيت سنة 65 هجري .
وأما أم الحسن بنت الإمام الحسن والتي ورد اسمها على صخرة الضريح “أم الحسن” بالكنية فهي قد حضرت في معركة الطف مع أمها أم بشير فاطمة بنت أبي مسعود الخزرجية وكان لها من العمر اثنتا عشرة سنة وقتلت في كربلاء بعد مقتل الإمام الحسين ودُفنت مع الشهداء.
إن ما كتب على صخرة الضريح يختلف عما كتب على اللافتة التي فوق الباب حيث ذكرت على الضريح “أم الحسن” وعلى الباب “ميمونة” مما يتراءى بأن اسمها ميمونة وكنيتها أم الحسن، ولايوجد في بنات الإمام الحسن من سميت بميمونة ، على هذا فإن الموجود في هذه المقبرة هو مقام وليس بمرقد .
وللتنويه أذكر أن ميمونة بنت علي بن أبي طالب، هي بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، أول أئمة أهل البيت عند الشيعة، ورابع الخلفاء الراشدين عند أهل السنة والجماعة، وأمها أم ولد، تزوجت من عبد الله الأكبر بن عقيل بن أبي طالب، فأنجبت له محمدًا ورقية وأم كلثوم، وقيل أنها أنجبت له عقيل أيضًا .

– السيدة أسماء بنت عميس الخثعمية :

صاحبة الهجرتين ، أسلمت قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم .
أختها ميمونة زوجة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، زوجة الصحابي جعفر بن أبي طالب (جعفر الطيار) أنجبت له عبد الله ومحمد وعون وهي من المهاجرات إلى الحبشة  مع زوجها جعفر ابن أبي طالب .
وبعد استشهاد زوجها في مؤتة تزوجها أبو بكر فأنجبت له محمد بن أبي بكر.
قال سعد بن إبراهيم قاضي المدينة : أوصى أبو بكر أن تغسله أسماء ،وقال قتادة : فغسلته بنت عميس امرأته .
ثم تزوجها بعده الإمام علي فأنجبت له يحيى وعون، وتوفيت سنة 65 هـ بعد استشهاد زوجها الأخير الإمام علي بن أبي طالب و دُفنت في الكوفة أو أطرافها.
وفي معارف الرجال قال الشيخ حرز الدين يُنسب لها مرقد في العراق بضواحي الهاشميّة .
كانت من رواة الحديث عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وروى عنها جماعة من الصحابة والتابعين.
قال الشعبي : أول من أشار بنعش المرأة – يعني المكبة – أسماء ، رأت النصارى يصنعونه بالحبشة ، فكانت صاحبة فكرة أول نعش صنع في الإسلام، وأول امرأة وضعت في النعش كانت السيدة فاطمة الزهراء.

– السيدة حميدة بنت مسلم :

المكنّاة بـ ( أمّ كلثوم الصغرى)، هي بنت مسلم بن عقيل بن أبي طالب ، وأمها فاطمة الصغرى أم كلثوم بنت الإمام علي ،وُلدت السيّدة حميدة في المدينة المنوّرة، ولم يضبط المؤرّخون سنة ولادتها على التحقيق و توفيت في المدينة سنة 70 هـ .
حضرت كربلاء مع أمها وأسرت و رجعت إلى المدينة المنورة ، ومسح خالها الإمام الحسين على رأسها في منزل السويقة وهو في طريقه إلى كربلاء عندما أخبر بمقتل أبيها مسلم بن عقيل ، وعاشت مع أمها في كنف الإمام السجاد زين العابدين ،
وقد تزوجها ابن خالتها عبد الله الأصغر بن محمد بن عقيل المعروف بالأحول ، الذي كان من الفقهاء المحدثين في المدينة ومن أصحاب الإمام الصادق .
لم يذكر المؤرخون بأن السيدة حميدة أو زوجها قد سافرا إلى دمشق في العهد الأموي إلا إذا قيل أن سفرتها كانت في العهد العباسي و ذلك بعد انهيار الدولة الأموية سنة 132 هجرية ، ولم يصل اضطهاد العباسيين أوجه حتى يقال بأنها سافرت إلى دمشق مع زوجها فتوفيت هناك ، فمن هنا إن صحت نسبة المرقد إلى حميدة بنت مسلم بن عقيل فهو مكان اقامتها أيام الأسر عام واحد وستين ، أو أن هذا القبر يعود إلى إحدى المواليات اللواتي دفنت بجوار الفواطم فاختلط الأمر على الناس .
أما الحديث عن مرقد السيدة حميدة بنت مسلم الهاشمية فإن المرجح أنها دفنت في مقبرة البقيع ولامناص من ذلك لعدم وجود أي اشارة الى خروجها من المدينة المنورة .
كما لم يحصل المؤرخون على مدفن مؤكد لها لذلك رجح أن يكون مدفنها في البقيع .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!