الحَلَزون أو الحِلز، وجمعه: حلازين، ويطلق على معظم أفراد طائفة بطنيات القدم الرخوية التي تتخذ من القواقع الصلبة لحماية جسدها الرخوي أو الهلامي وغالباً تعيش في المياه العذبة.
ويعتبر الحلزون من الحيوانات التي تتمتع بالسّبات الصيفي كما هو الحال بالنسبة للبيات الشتوي بالنسبة لأغلب الكائنات الحية على الحلزون بإمكانه أن يبيت ثلاث سنوات متواصلة.
أما السّبات الصيفي فسببه عدم تحمّل جسمه للحرارة المرتفعة، حيث تدخل اللافقاريات حالة السّبات الصيفي لتجنب الضرر الذي قد تتأثر به أجسامها.
والحلزون صار له مهرجان دولي باسمه في إسبانيا ولم أتوقع أبداً أن يكون للحلزون مهرجان بهذا الحجم عند الإسبان الذي ملؤوا الدنيا ضجيجاً بكرة القدم، بل لم أكن أتوقع بأنهم يأكلون الحلازين من ذي قبل، وأنّها تدخل ضمن ثقافتهم الغذائية وهي التي يسمّونها les escargots.
كنت وما زلت أعتقد أنّ المغاربة في المغرب هم الوحيدون الذين يأكلونه كما رأيت بنفسي، الذي يسمونه (الببوش)، وقد وقفت عند البائعين مرات عديدة لأرى طريقة البيع وطريقة الأكل حيث يطهونه بكثرة في فصل الشتاء إذ يضاف له بعض الأعشاب لتزيد نكهته لذة وتزيد سعراته الحرارية ، يأخذ الزبون (جبانية الببوش) بقيمة درهمين فقط (جوج دراهم)، ومعها عود خشبي رفيع لتخلّل الأسنان ويستعمله كشوكة (ليجبد)، أي تناول حيوان الحلزون (الببوش)، ويخرجه من القوقعة التي يعيش في داخلها.
ومما لا شك فيه أنّني لم أجرب ذلك لسببين، وهما أنّ ذلك لا يدخل ضمن ثقافتي الغذائية، وثانياً أنه يدخل ضمن المحرّمات، حيث يوضع الحيوان حيًّا في الماء المغلي حتى ينضج (يطيب)، وفي هذه الحالة يدعى المنخنقة فيدخل في إشكالية المحرمات المنهي عن أكلها.
بينما أهل المغرب يأكلونه (عرفاً)، ولم أجد عند المغاربة الآخرين في دول الجوار مثل موريطانيا وتونس والجزائر، وهذا لا يعني عدم وجوده بحكم تشابه البيئات الزراعية ، ولكنّي لم أرَ ذلك ؛ حيث التقارب الغذائي في نظام الأطعمة لدول الجوار.
إنّ الإسبانيين يستهلكون 13 ألف طن من الحلازين في المهرجان الواحد حيث تطهى (تسلق) أو تشوى بطرقهم الخاصة، وهم يربّون الحلازين في مزارع خاصة كيرقات، وإذا كبرت أطلقوها في المزارع الخاصة.
وتُطهى الحلازين بالثوم والبصل وزيت الزيتون ولا أحد يهتم بالسعرات الحرارية، فالمهرجان فرصة لتناول تلك الأطباق، حيث يشارك في المهرجان 100 نادٍ، كلٌّ يفاخر بطريقة التحضير الذي يستمرّ لمدة ثلاثة أيام وذلك في مدينة “لاردة” التي يعيش فيها 135 ألف نسمة.