نظام حماية حق المؤلف وتحديات الذكاء الاصطناعي

كتب: كمال محمود علي اليماني

بين يديَّ هذا الكتاب، وهو للدكتور محمد حسن عبد الله أستاذ القانون المدني المشارك في كليه القانون جامعه الحديدة، وجامعة الفجيرة ، أهداني نسخة منه العزيز خلدون أحمد حسن ابن أخ المؤلف.
وهذا الكتاب عبارة عن بحث تم نشره في مجلة العلوم القانونية والاقتصادية في العام المنصرم 2024، أحسن مؤلفه إذ طبعه في كتاب يكون في متناول كل من أراد أن يستفيد منه.
يتناول د. محمد حسن في كتابه قضية هامة جدا، وفريدة جدا، إذ يتناول حماية حق المؤلف؛ والمؤلف هنا هوالذكاء الاصطناعي وليس المؤلف الطبيعي من بني البشر، إنه مؤلف آلي.
ويطرح د. محمد حسن السؤال: ماذا لو أن الذكاء الاصطناعي استطاع أن يبتكر أغنية، أو فيلماً سينمائياً، او لوحة فنية، أو أي شيء إبداعي آخر . هل يكون من حقه المطالبة، ويقصد هنا المبرمج الذي قام ببرمجة الابتكار للذكاء الإصطناعي، وصنع له الخوارزميات، وأمده بالبيانات التي تساعده على التحليل، وعلى ربط هذه المعلومات والبيانات ليتأتى له من خلال هذا الربط للمعلومات والبيانات أن يقدم لنا عملاً إبداعيا؛ هل يكون من حق هذا المبرمج أن يطالب بحقوق الملكية الفكرية أم لا؟ واذا اشترك هذا المبرمج مع آخرين، فهل يعد هذا العمل عملا جماعيا، وتصبح ملكيته مشتركة؟ وماذا لو استفاد أحد المبرمجين من البرنامج الأول وأضاف إليه وطوّره ، هل تكون الملكية للأول أم للثاني ، أم يكون عملاً مشتقاً؟
ولقد لجأ مؤلف الكتاب إلى القوانين التي تناقش موادها هذا الأمر، وهي قوانين أمريكية، أو بريطانية، أو فرنسية ، وهي القوانين المعوّل عليها في هذا البحث، ربما لأن الغرب قد سبقنا بشوط بعيد في هذه التقنيات العالية، والتي أحدثت هنالك بعض المشكلات القانونية التي تقدم بها أصحابها إلى المحاكم للبت فيها، وكما قلت لكم ، فقد تطرق الكاتب إلى موضوع مهم وفريد، وأبحر فيه، وهو المتخصص في الشأن القانوني، ووضع أمام أعيننا هذه المشكلة التي يمكن أن تجابهها المحاكم العربية واليمنية لاحقا مع تطور التقنيات؛ بالذات تقنيات البرمجة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو أمر يدعو لأن تقف الجهات ذات العلاقة أمامه، ومحاولة إيجاد حلولٍ لمثل هذه القضايا التي حدثت في الغرب، والتي يمكن أن تحدث عندنا في مقبل السنوات ، أو العقود. ولدينا كما أعلم قانوناً يحدد الملكيات الفكرية وحقوق المؤلف، ولكنني أشك في أنه قد تضمن مواداً تتعلق بالبرمجيات والذكاء الاصطناعي.
قدم المؤلف لكتابه بمقدمة قصيرة، ثم تحدث عن أهمية البحث وإشكاليته، وعن المنهجية التي اتبعها في هذا البحث ونطاقه، وتقسيمه، ولقد قسم المؤلف كتابه هذا أو بحثه الى مبحثين اثنين:
المبحث الأول كان بعنوان طبيعة الابتكار الناشئ عن تقنية الذكاء الاصطناعي، وناقش فيه الطبيعة الإنسانية للتأليف، ومفهوم التأليف، ومفهوم المصنف، وقضايا أخرى متعددة. وفي المبحث الثاني تناول الذكاء الاصطناعي مؤلفاً، وإسباغ الشخصية القانونية على الذكاء الاصطناعي، أما المبحث الثاني فقد ناقش فيه الفصل بين شخصيه المؤلف والمصنَّف، ووجود الوسيط العادي أو الإنسان في عملية التأليف، وناقش كثيرا من المسائل المتعلقة بذات المبحث وهي قضايا متعددة .
والحق أنني وجدت متعة في قراءه هذا الكتاب، وأفدت منه كثيرا على الرغم من أنني لست من أهل القانون، ولست ممن تستويه قراءة الكتب القانونية، لكنه كان كتابا ممتعا بحق وحمل في طياته فائدة أقدّرها لمؤلفه دكتور محمد حسن عبد الله.
قدّم للكتاب د. مبارك سالمين أستاذ علم الاجتماع الثقافي ، كلية الآداب ، جامعة عدن ، وجاء الكتاب في 117 صفحة من المقاس المتوسط ، وهو من إصدارات العام الحالي 2025 . تصميم وإخراج رواق للتنسيق والإخراج الفني.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!