وشروه بثمن بخس/بقلم:دالية زرعيني

ما زالت قصة يوسف تبهرنا كل يوم!

من غيابت الجبّ إلى سوق النخاسين وذل العبودية في غربة طويلة… ثم ليكون عزيز مصر.

الثمن “بخس” والبائع أخ، والشاري عدوّ…

أراد اخوة يوسف أن يحظَوا بمكانة عالية .

“يوسف” اليوم يُلقى في غيابات الجبّ وفي ظلمات السجون والمعتقلات، ويُحكَم عليه الحصار …

“الثمن” اليوم بخس، والبضاعة المزجاة أوطان ومقدرات شعوب وارواح أبرياء وأعراض حرائر…

“البائعون” اليوم هم اخوة وأشقاء ليوسف هذا الزمان، يطمعون في القرب من شياطين هذا الزمان ووكلائهم كي يحظَوا بمنصب أو وزارة أو وظيفة أو بعض الدراهم…

باعة اليوم هم أحفاد وأشباه باعة الأمس.

كم من مقامات حَطَّ من قدرها وغَمَط من فضلها أقزام رضوا بيعها بثمن بخس دراهم معدودة في مزادات علنية؟!

كم من إخوة باعوا اخوانهم وأشقاءهم بثمن بخس مقابل قطعة ارض او الميراث ؟!

وكم من نفيس بيعَ بأرخص الأثمان عند من لا يعرف قدره؟!

كم من أوطان بيعت بثمن بخس وكم من ضمائر وذمم وأصوات معروضة للبيع في دكاكين السياسة المفلسة وبسطات الإعلام الفاسدة. وسوق النخاسين وبازارات السماسرة وبورصة الصراعات الدولية ؟!

كم من مزهود به في الأرض رفيع مقامه في السماء؟!

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!