بقلم : الدكتور: محمد عبد الكريم الزيود
جاء في مقابلة تلفزيونية مع فنانة ” عربية” أنها تفتخر بأبيها ، وأنه كان أحد قتلة وصفي التل ..!!! ..خمسون عاما يا الله ولم ينتهي حقد هؤلاء ، أعرف أن البنات يتباهينّ بآبآئهنّ دوما ، ولكن أنتِ يا نكرة النساء بماذا تتفاخري ، بقاتل مأجور ، من سفح دم رمز بحجم وصفي ظلما وحقدا ، هل كانت منازلة بين فرسان ، أم غدرا وغيلة ..
وصفي التل عاش مقاتلا ومات شهيدا ، ولم يكن يوما مناضلا مرتزقا من أجل حفنة دراهم ، وكان النضال له ساحة لقتال العدو الصهيوني ، قائدا في جيش الجهاد المقدس على أرض فلسطين ، وليس كقتلته مناضلة بين سيقان العاهرات وعلى وقع الكؤوس والليالي الحمراء .
وصفي التل هو زيتوننا الأردني في كل تشرين ، أخضرا لا يموت ، يغلّ زيتا وبركة ، فقد سقيناه من دموع الأمهات وقصائد الفرسان وقهوة الآباء البكر عند طلعة كل نهار ، ومن الظلم أن يموت برصاص الجبناء ، ولكنه قدر الكبار الذين يعيشون أطول من قاتليهم ، هم أحياء في ذاكرة الناس وهؤلاء السفلة إلى مزبلة التاريخ .
أورثتَ لنا يا وصفي وطنا قويا موحدا شامخا ، حبّا للأردن فيه كل التطرّف له وحده ، وأنتِ يا صاحبة السيرة العفيفة ماذا أورثكِ أبيكِ سوى الخزي واللعنة ، وأكملتيه أنتِ بمنجزات من الرقص والمتعة وهزّ الخصر .
لا تنتقص من وصفي شهادة ساقطة ، فإن كنّا كل عام في تشرين نجترّ حزننا ودمعنا ، ونلطم خدودنا بأنك ” حميتنا ولم نحميك ” ، فإننا لم نسامح ولم نغفر ، ولن ننسى ..