أسوارٌ معلّقةٌ حَذْوَ القمرِ
خلفَ شمسٍ زرقاءَ
مرَّ اليمامُ بهلوساتِ صيفٍ سكران
وخريفٍ ينامُ على بطنِهِ مِنْ شدّةِ التّعبِ
كانَ العقلُ يا سادتِي عربيًّا
يعرفُ كيفَ يُصطادُ الحمامُ
كيفَ يُنتزَعُ ريشُهُ
ريشةً
ريشةً
ما ألذَّ طعمُهُ مع النّبيذِ
والقمرُ بكلِّ غباءِ الشّمسِ يبتسمُ
يفرحُ بِقِيامِ اللّيلِ
تبًّا للقمرِ
كيفَ شحنّاهُ بالجمالِ هذا الأخرقَ
كيفَ شبّهنَا ليلى بِهِ؟
(الرّيشةُ التاسعة)
طاردتْهَا قطّةٌ صغيرةٌ هبّتْ فجأةً مِنْ قميصٍ أفغانيٍّ
قطّةٌ شرسةُ تفهمُ أسبابَ النّزولِ
وتحفظُ عنْ ظهرِ قلبٍ مُواءَ الخلافاتِ
قطّةٌ خائفةٌ
قطّةٌ سائبةٌ
قطّةٌ يجري خلفَهَا الأطفالُ
قطّةٌ عاهرةٌ
قطّةٌ مقدَّسَةٌ هبّتْ فجأةً مْنْ قميصٍ أفغانيّ
كيفَ نحولُ دونَ عودةِ الشّتاءِ ونحْنُ في أواخرِ الخريفِ
كيفَ نقنعُ النّملةَ بعدمِ الخوفِ مِنَ المطرِ
كيفَ نُحاصرُ الشّمسَ ونمنعُ تعدّدَ الورداتِ؟
(الرّيشةُ الثّلاثونَ)
طارتْ أمامَهُ وهْوَ يصلّي
شاهدَهَا بضعٌ مِنَ المتسوّلينَ تتّجهُ نحوَ اليمينِ
نحوَ أسوارٍ مِنْ بُخارٍ
أسوارٍ تحفظ الكونَ مِنْ جهاتِهِ السّتِّ
أسوارٍ عاليةٍ
أسوارٍ عالمةٍ يسبّحُ باسْمِهَا كلُّ مَنْ دبّ
هبْ أنّني طلقةٌ مفترضةُ تنامُ بينَ جناحينِ
جناح كالوردةِ حزينٌ
وجناح كاللّعبِ يطاردُ طفلا غابَ عنِ المدرسة
هبْ أنّني مارسْتُ زرقةَ الشّمسِ ونادمْتُ الصّيفَ
هبْ أنّني فتحتُ سروالي على الخريفِ
تحيا الأسوارُ؟
تموتُ الأسوارُ
ما ألذَّ طعمها مع النّبيذِ
تبًّا للأسوار
كيفَ فكّرنا أنّها تحمينا وقد فصلتْ بيننا وبينَ البحرِ؟
(الرّيشة الأربعُ مائة)
تنامُ كلَّ الأوقاتِ
مثلَ زوجةٍ صالحةٍ ترعى قطّةَ زوجِهَا
القطّةَ العاهرةَ
القطّةَ العفيفةَ
القطّةَ الّتي تنتفضُ كلَّ ليلةٍ منَ القميصِ الأفغانيِّ
القطّةَ الصّحيحةُ
القطّةَ الموعودةَ بالجنّةِ
كيف السّبيلُ إلى البحرِ دونَ إغواءِ سمكةٍ
دونَ حفرٍ تحتَ الأسوارِ
دونَ سقوطِ القمرِ؟
تحيَا الأسوارُ؟
تموتُ الأسوارُ
ما ألذَّ طعمها على ورقةٍ
تشتعلُ فجأة/