أفكر في الزمن العجوز
الذي يتوكأ علي صبي أعمي
يمشي علي حبل مشدود
يلوح لخيالات بشر
كأشجار زرقاء اليمامة
بعد أن فقأ الأعداء عينيها
وأحرقوا مرابضها
تلك اللحظة اللعينة
ضربتني علي أم رأسي
بيد مسخ أمسك بي كلعبة
وضربني بالحائط
وهو يصرخ في لذة واستمتاع
………………
أفكر في رئيس التحرير
الذي نظر لي في ازدراء كاريكاتوري
وغباء فولكلوري
وشد علي يدي مودعا
وألقي بقصيدتي
في سلة المهملات
……….
أفكر بحبيبتي
التي تركتني في الجانب الآخر من التليفون
والركن الجانبي من الكافتيريا
والشجرة التي حفرنا بها اسمينا
واقتلعوها منذ عشرات السنين
كما اقتلع طبيب الأسنان ضروسي
وأقاموا مكانها ناطحة سحاب
……….
أفكر في الاقلاع عن التفكير
الذي ساقني ذات مساء
وسط “بيض أغبياء”
جروني في الميدان
وزفوني كالعجل قبل الذبح في الأعياد
٨