لستِ الوحيدةَ والغريبةَ في
منافي أمسهم وشتاتهِ
فالعمر يمشي جيئةً وذهابا
متوتِّراً متواتراً
ويعضُّ إصبعه التي
مازال يملكها، وويلاتُ الحروبِ تُدوزنُ الإيقاعَ (سيمفونيّةً) تعِدُ الحضورَ غيابا
********
ومضى زمانُ العائدينَ وطالَ دربُ السالكينَ و لوَّحَ السوطُ الأصمُّ مهدِّداً متوعِّداً لم يلتفت لصراخِ آلافِ الشبابِ وأُترِعَ الكأسُ المريرُ بدمعِهم…
وتساءلَ الأشباحُ كيفَ ؟وأينَ؟ هل ؟
وإلى متى نحيا كأمواتٍ تؤرّقنا الحياةُ، يكاد يقتلُنا الحنينُ؟! من الذي عصرَ الفِراقَ شرابا؟!
*********
طيفٌ من الأفراحِ يرقصُ فوقَ خارطةِ الحكاياتِ اليتيمةِ لم يجد عندَ الخروجِ نوافذاً أو بابا
إذ أُلقي الثوبُ المزركشُ من خيوطِ الحبِّ تحتَ نعالِ تُجّارِ الحروبِ ،وعند أوديةِ الضبابِ ، وراءَ من نسجَ الدمارَ ثيابا
فالبحر يقذفُ ملحهُ عند (الغلابى) والمساكينِ الذينَ تجرّعوا سُمَّ النوى ،وجراحهم جعلت قرابينَ الردى أصحابا
**********
والخوفُ أقبلَ طاعناً بالقهرِ يعدو ضاحكاً مستبشراً تتطايرُ الرغباتُ في أصقاعهِ ثكلى، وأكفانُ الحياةِ تطوفُ تترى حولَ كعبتِهِ تُشاركهُ فُتاتَ الأمنياتِ رُهابا
**********
ياأيّها الأمل القريبُ هلُمّ صوْبَ ديارنا ،
وكفاك لهواً بالأراجيحِ القديمةِ عند حاراتِ السُكارى خلفَ أسواقِ الكفايةِ والرِبا،
متسكّعاً بأزقة الهذيان مخصيّ الرؤى ،
أخرج يمينكَ من جيوبكَ مرّةً ،
لاتتخذ عند الشعوبِ مسالكاً من هامشٍ وشِعابا