أليست الغربة
قارورة الجعة الفارغة ، وسيجارة لم أكن أملكها
وغرفة مكسوة بالغبار ومليئة بالبقع
وثمّة سريران صغيران منفصلان
وبضعة كراسي شبه متهالكة
وجرائد قديمة اصفر لونها ، ويبست من فرط تعرضها للشمس
وجذع عار خاو
يجلس القرفصاء
يتأرجح كضوء شمعة يترنح ..
ودماغاً يحيا منفصلاً عن الجسد
ووجهي كالذكاء
مثير للازدراء
قليلاً
بارد
غامض..
لكنه متحرر من التعقيدات
يبدو لي أحياناً كائناً مكتملاً
شديد الحزن
كما لو كنت محاطاً بالرعاية ، وبشيء من الرغبة في البكاء
لقد كان الأمر ضبابياً بعض الشيء
فترعبني الصورة
بعد أن ضجرت من الجري والتجوال
في سقف الغرفة المتعرقة
وأنا أنفخ من شدّة الحر اللعين
فتنتفخ أوداجي من قسوة البرد
كعاهرة تجرُّ نفسها متشبثة ببقايا لحمها المحمر
المتشقق من شدّة الجوع وحيدةً وسط القذارة ومنزوية في قاع الغرفة .. ؟!!
لم يكن بمقدوري التسلي بخرافات الإعلانات .. !!!!!!!