لم تكن تكتبُ الشعرَ أمي
ولم تقرأه
ولكنَّ لحظها ما أخطأه
كنتُ أؤمنُ أن الكلامَ الذي تنتقيه لأقوالِها
إن تقولْ
كلامٌ بليغٌ يزيلُ العقولْ
ليس بالشعرِ
لكنه ساحرٌ في متونِ البيانِ
فسبحانَ سبحانَ من هيَّأه
لم تكن تكتبُ الشعرَ أمي
ولكنها كلما أبصرت قدحَ البوحِ يفرغُ من سحرِهِ
أتت نحوهُ ببليغِ الكلامِ
لكي تملأه
وكانت تحنُّ على البوحِ
تحضنه كغلامٍ صغيرٍ
يبوءُ إليها
كأنه كان يرى أنَّ في حضنِها ملجأه
وكانت تقولُ كلاماً شفيفاً
كقطرِ الندى في صباحِ الهثيمِ
إذا داعبَ القلبَ
أو نبَّأه
وإن برهيفِ الصدى فاجأه
لم تكن تكتبُ الشعرَ أمي
ولكنَّ قلباً لها في تراتيلي قد خبَّأه
وهأنذا شاعرٌ من حروفي
أضيء مدى الأنفسِ المطفأه