إلى عود الحنّاء / بقلم:يعقوب عبد العزيز(السودان)

وهي تغسل الحزن من نافذتي كأمطار أيلول
سمّوني شروقًا
كيفَ هُزمت أمام ظلامك
محشو بالقناديل أنت وبكلّ هذه القدرة
في قتل اليعاسيب
يا إلهي!

علّمني كيف أصطاد أيامي الفائتات

ليس من الأجمل أن نجلس هكذا
أنتَ تصمُت وأنا أحتسي وجودك داخلي
الحب تسلية جيّدة للروح

البنت التي تصحو بشهقة في صدرها كلّما
حمّلتها ليلة وزر ندوبي النّفسية
تكرع الماء وتوصيني بذلك

أرجوك مُت جائعًا ولا تموت بالعطش
ففي وريدك يجري النّيل يا حبيبي
وكلّ
الحوريّات ينشرن فساتينهنّ السّاحرة على
ضفافك

أخاف عليك من بنات اللّؤم
وكيف أنك معرّض للسُّخرة في حقول
الآلهة

خذني في موجك
الهادر ككل المراكب
سأجازف بذراعيّ كصوارى

أستطع أن أحتضنُ فراشة يتيمة، جيّدة في
المواساة لا تتركني
أنه زمن القّسوة
أو كيف تلقي الأم بصغارها في وحشة الرّمضاء

أيها الكائن المعطوب
ألا تنام لساعة واحدة
لم يسرقوا منك القمر أنا سأحرسه
سأدخّن علبة سجائر كاملة رئتاي نظيفتين
لا تلقق

ايها الولد الهش
المنفرج على اتّساعه أيها المخيف عن قُرب
والبعيد عن قُرب
الدّافئ عن قُرب
والميّت عن قُرب
أيها المستوحش
أنت تشبه صغيري الذي ضاع
في دم الطمث
تعال وخُذ الحليب، ستفسده الأيام وأسنانك
تنبتُ سريعًا

سأكون وفيًا عزيزتي وأقلّم فيك أظافر الحسرة
لم يحدث أن زارت السعادة غرفتي وهي
ترتدي قميصها العنّابي
لكنني وفي كلّ مرّة ألقي بنفسي من الشّرفة
جزافًا
هذا سبب سخيف للانتحار
أخبريني
كيف أستطيع بناء نفسي من الصلصال
المنسي

أتموت ومن عينيك الكرستاليّتين تنبع
كل هذه الحياة

أين العدل

يا أقدار الله و بحاره
يا أيتها الشطآن والأمواج
يا كلّ النّخيل والخبز الجاف على الأسطح
أيّتها الأيام الرّتيبة
وليالي السُّكر
يا قصائد الشّعراء وحميميّة المنفى
أيتها القطارات التي تكرُج فوق الصراصير
الميّتة عند سكك الحديد

يا ياء النّداء
وآفة السّمع
هذا الرّجل يحبس السماوات
في داخله
ويلوّح بالقفز.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!