تتركني لأشيائي الخاصة
لقراءاتي القليلةِ ، وكتاباتي الخائبة
لحزنيَ الداكنَ / كغيمةٍ / في القصائد ،
لبهجةٍ حمقاءَ .. وابتساماتٍ ذابلةٍ
لأمسياتٍ غائمةٍ ، وأرقٍ بلونِ الغيابْ
ترمقني بنظرةٍ حانيةٍ .. بعطفٍ ما تعودُّته ..
هادئاً كبحرٍ في ليلٍ أزرق / ..
بعيونِ ملحكَ ترتشفُ حزني ../ تمتدحُ صبري
تحملُ الأرزاءَ عني .. وتحملُني على الرجاء
فأشفقُ على قلبكَ ، أشفقُ عليكَ
من النكران والتخلّي /
وأخافُ عليكَ .. أخافُ علينا ..
وكلانا منبسطٌ للريحِ
كسهوبٍ ممتدةٍ ..
كمدىً مفتوحٍ للمدى / ..
كلانا منذورٌ للأسى
مولعٌ بالذوبانِ والانبعاثِ ..
تحدثني بكلماتٍ قليلةٍ
كأنَّ الكلامَ لم يعُدْ يفي بالحزنِ
كأنَّ الجهات تمادتْ بالعصفِ والتناهي
كما لو أنَّ تعباً حللَ أوصالكَ
/ في جَلجلةِ الوقت /
وامتلاء الحكايا نزيفاً وخواء ..
أراكَ منبسطاً كسهلٍ / مخضرِّ النوايا ..
والعشبُ قلبُكَ الطافحُ بالماءِ والرغابْ ..
موشوماً بشمسٍ ناضجةٍ /
كخيمةٍ من نورٍ وظلٍّ ..
أستندُ إلى صوتكَ ، كلما داهمني عويلٌ
أستعيرُ قلبكَ الناصعَ
/ كصبحٍ برحيقِ اللوزِ /
تتركني لأشيائي ..
ودموعي المختبئةِ عنك
ولهاثِ أصابعي الحارّة ..
تفكُّ قيدَ الصمتِ عن لغتي ..
تعتِّقُ الدقائقَ الحالمةَ .. ونبضي ..
وتعلمُ أني والنهارُ وحيدين
/ يتكيءُ أحدُنا على الآخر /
حتى انبعاثِ الفجرِ / من عيونِ الليلِ /
حتى آخرِ قيامةٍ للحزنِ …
وتعلمُ أني أحبكَ ..
كما لم يعرفْ أحدٌ
كما لم تعتقدْ يوماً …
وتعلمُ أنكَ نوري وظلّي
ويدي التي أصفعُ بها وجهَ العالمِ ..
كلما داهمني انكسارٌ ..
أو كبتْ خيولُ أحلامي ..