إليكَ / بقلم : كوثر وهبي

تتركني لأشيائي الخاصة

لقراءاتي القليلةِ ، وكتاباتي الخائبة

لحزنيَ الداكنَ  / كغيمةٍ / في القصائد ،

 لبهجةٍ حمقاءَ .. وابتساماتٍ ذابلةٍ

لأمسياتٍ غائمةٍ ، وأرقٍ بلونِ الغيابْ

ترمقني بنظرةٍ حانيةٍ .. بعطفٍ ما تعودُّته  ..

هادئاً كبحرٍ في ليلٍ أزرق / ..

بعيونِ ملحكَ ترتشفُ حزني ../ تمتدحُ صبري

تحملُ الأرزاءَ عني .. وتحملُني على الرجاء

فأشفقُ على قلبكَ ، أشفقُ عليكَ

من النكران والتخلّي /

وأخافُ عليكَ .. أخافُ علينا ..

 وكلانا منبسطٌ للريحِ

كسهوبٍ ممتدةٍ ..

كمدىً مفتوحٍ للمدى / ..

كلانا منذورٌ للأسى

مولعٌ بالذوبانِ والانبعاثِ ..

تحدثني بكلماتٍ قليلةٍ

كأنَّ الكلامَ لم يعُدْ يفي بالحزنِ

كأنَّ الجهات تمادتْ بالعصفِ والتناهي

كما لو أنَّ تعباً حللَ أوصالكَ

/ في جَلجلةِ الوقت /

وامتلاء الحكايا نزيفاً وخواء ..

أراكَ منبسطاً كسهلٍ / مخضرِّ النوايا ..

والعشبُ قلبُكَ الطافحُ بالماءِ والرغابْ ..

 موشوماً بشمسٍ ناضجةٍ /

كخيمةٍ من نورٍ وظلٍّ ..

أستندُ إلى صوتكَ ، كلما داهمني عويلٌ

أستعيرُ قلبكَ الناصعَ

/ كصبحٍ برحيقِ اللوزِ /

تتركني لأشيائي ..

ودموعي المختبئةِ عنك

ولهاثِ أصابعي الحارّة ..

تفكُّ قيدَ الصمتِ عن لغتي ..

تعتِّقُ الدقائقَ الحالمةَ .. ونبضي ..

وتعلمُ أني والنهارُ وحيدين

 / يتكيءُ أحدُنا على الآخر /

حتى انبعاثِ الفجرِ  / من عيونِ الليلِ /

حتى آخرِ قيامةٍ للحزنِ …

وتعلمُ أني أحبكَ ..

كما لم يعرفْ أحدٌ

كما لم تعتقدْ يوماً …

وتعلمُ أنكَ نوري وظلّي

ويدي التي أصفعُ بها وجهَ العالمِ ..

كلما داهمني انكسارٌ ..

 أو كبتْ خيولُ أحلامي  ..

About محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!