من دون أن أنساني
همت في الطرقات
مررت بذاتي وسألتها
فما أجابت..!!؟؟
نظرت حولي
فأدركت بأن
المدى والأزقة والضياع
كانت تشبه بعضها
الخطوات المتثاقلة
مجرد حالة ..
فبداخلي رحلة شتات لاتنتهي..!!؟؟
تحسست ياقتي
لعل شيئاً من الشجاعة
التي أضعتها يساندني
لكني أدركت بأني
أغرق بداخلي فقط
وأني أصرخ بداخلي فقط
وأن صدى صراخي
يتفتت على أشلاء روحي المحطمة ..
وتتكسر أمواجه
على هذا الصمت العميق
فلا يعبق منه سوى الوجع
هذا الوجع
وهذا الأنين
وآهة لا أول لها ولا آخر
ترافق أسفاري
فلا أدري معها
من الذي يقتات منا
على الآخر ..!!؟؟
الضوء الضيئل
الذي كانت تجود به بعض الشرفات ..
كان أشبه بالخيال ..
وعلى النوافذ الزجاجية
كان للصقيع دموع
تشبه أوجاعي
كانت أنا بطريقة أو بأخرى
وكان ماخلفها يشبه صمتي
كان ثمة أنين يطاردني
وربما يسبقني
ماعدت أفهم ..!!؟؟
ماعاد لمخاوفي
سقف ولا مدى
كان الطريق معتماً..
وكنت وحدي
من ينثر
قصة هذا المنسي بداخلي
فكل تلك الحصون المنيعة
قد تساقطت
أمام ناظري
الواحد تلو الآخر
أجل ..
يتساقطون
في أعيينا تباعاً
ولا ندري
أسقطنا في عين أحد ..
أم لا ..!!؟؟
دندنت بداخلي
بكلمات لم أفهمها ..
كلمات كتبتها بين أوراقي
ذات يوم ..
إلتقطت أنفاسي
فشاب لهاثي إبتسامة ساخرة تعبث بأوراقي
تذكرت حينها ..
جملة كنت قد دونتها على تلك الأوراق البائسة :
(إلتقط
أنفاسك قليلاً
فرحلة الضياع
بأعماقك لن تنتهي ..!!؟؟)
أكملت طريقي
وعرفت بأني دفعت حياتي
ثمناً لوهم عشت فيه
لم يتغير شيء ..!!؟؟
نفس الوجوه
ونفس الدروب والأزقةالموحشة ..
وذات ضائعة
بين كل هذا الضياع الطويل ..
ومدى مفتوح على الأنين
ومتلصصون من خلف الشرفات
يقدمون القرابين لسدنتهم ..
ظلام لانهاية له ..!!؟؟
وإنسان منسي بملامح بريئة
يغرق في الظلام
يغرق بصمت
دون أن يراه أحد
ودون أن يستغيث بأحد
.