ابتهال/بقلم: عبدالعزيز علوان (تعز _ اليمن )

إلهي،
أعِنّي على الهمِّ والآه والحسرات،
فقد فقأوا أعين الفرح،
وشلّوا حركات الأكفّ،
كي لا نصافح أحبابنا بالسلام.

إلهي،
أعِنّي على الصمت،
فقد قطعوا حبل صوتي،
واستبدلوه بحبل الغسيل،
وقالوا: فرضنا عليك المديح لحُكّام هذه الشعوب؛
فسبِّح بحمد الملك،
ثم بحمد الزعيم،
وثَلِّث بحمد الصهيل،
ولا تنسَ أن تلعن الشعب في كل حينٍ وآن.

إلهي،
أعوذ بك اليوم والغد،
من شرِّ جوع العباد،
ومن عطش الأمهات،
ومن خوف تلك المآذن في حربها المتبادلة باسمك،
ومن تيه أطفالنا في النزوح إلى اللامكان.

فقد أكل الدهر من ظلم حكّام هذه البلاد،
وأسبغ من جوده على الشعب،
من أخمص الذل حتى نخاع الهزائم.
ولم يزل يطاول بنيانه في سماوات هذا الظلام،
الذي نعيش به بين قوسين من رملنا والبحار.

إلهي،
ارتوينا من العطش المرّ،
شبعنا من الجوع،
شتمنا الإذاعات والقنوات عبر الفضاء،
لعنّا صفقات السلاح،
هتفنا:
… فليسقط!
وحين انتبهنا،
رأيناهم لم يصعدوا قِمّة،
كي يسقطوا في الهتاف إلى الهاوية.

إلهي،
أراني مع الشعب في ظلماتٍ ثلاث:
الخيل في بلد،
والبيد في بلد،
والليل في نيلنا والفرات.

إلهي،
الخليج هوى بكفّ اللواتي أتين مع الجند،
ودجلة غيّر عشّاقه،
ونحن بشاطئٍ من التيه نرسو صباحًا،
ونشرع أنفاسنا في المساء.

إلهي، مدد… مدد يا إلهي، مدد،
فهذي خطاباتهم ليس فيها بلد،
وتلك حكوماتهم لا تسرّ أحد،
وكل لقاءاتهم مثل حبل المسد.

إلهي،
وأنت تُنير دياجير هذا الظلام،
أعِدْ للعيون أنوارها،
وللأكفّ التثبّت في الراحتين،
وللحقول سحائبها،
وللطفولة أحلامها،
في الإقامة كن عوننا، وفي السفر…

إلهي، مدد… مدد يا إلهي، مدد،
فإنّا عزمنا الخروج تباعًا،
وإنّا على موعدٍ في ضحى الحشر، يوم الأحد.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!