عظمة الجغرافيا تزيد اليقين بحتميّة جلالة المكان، وأهميّته في إعادة تدوير الفعل الحضاري الإنسان تبعًا لمنحنيات وتعرّجات الطبيعة عمومًا.
طبيعتي جُنوبيّة الهوى فمن بُصرى الشام مسقط رأسي في أقصى جُنوب سوريّة، هجرتُها مُرغمًا طلبا للحياة الآمنة، إلى الكرك جنوب الأردنّ، الصّامدة في وجه الإرهاب المُتطرّف التكفيريّ، وفي فترة زمنيّة سابقة ١٩٨٢أيّام الاجتياح الإسرائيلي، ما زالت قلعة (الشّقيف) جنوب لبنان ماثلة بصمودها الأسطوريّ في وجه الآلة العسكريّة الغازية، ولماذا الجنوب ثانية حينما يتوقّف التاريخ في (أمّ قصر) جنوب العراق، ليُسجّل صفحة صمود مُشرفة في ضمائر شُرفاء الأمة، أمام الاجتياح الأمريكي الغاشم للعراق. عدد محدود من في كلا الموقعيّن لا يتجاوز العشرين مُقاتلًا، سطّروا ملحمة صمود أسطوريّة.
الجنوب والصمود أيقونة عز في (غزة) جنوب فلسطين، لم تنكسر.. ولم تنحن، في زمن انحنى فيه ظهري، وما عدتُ أستطيع تعديله في ضوء تكلّس عمودي الفقريّ.
من كتابي (من أوّل السطر)