لصحيفة آفاق حرة
حكاية لن يحكيها أحد
خاطرة
بقلم. نجيب كيَّالي
كلُّ المؤشرات الواقعيَّة تُومِئُ إلى أنَّ عالَمنا يُمسك فأساً، ويحفر قبراً لنفسه.
كلُّ المؤشرات تقول: هناك مشنقةٌ نووية ستضع الدنيا رقبتَها فيها، وينتهي الأمر.
كلُّ المؤشرات تصرخ، تزمجر بأننا نحن البشر لا نستحقُّ الحياة! وكما أنَّ الجسمَ الحي يحوي في داخله عواملَ موته، فهذا العالَم من حولنا صار فيه من الفيروسات والعوامل القاتلة ما يكفي، من ذلك:
* إقصاءُ المبادئ والأخلاق إقصاءً تاماً عن تعاملِ الدول بعضِها مع بعض، ثم انتقلت الحالةُ إلى الأفراد، واستشرت فيما بينهم.
* صنم جديد عملاق اسمه: المصلحة أو البرغماتية يعلو فوق كل الرقاب، وقد يأمر هذا الصنم بإبادةِ شعب بأكمله، فيُطاع!
* الاستهتارُ بقيم المحبة والرحمة، وعدُّها من مخلَّفات الماضي.
* الإجهاز على العقل والثقافة والتنوير لصالح الإعلام، وغاياتِه الخبيثة.
* تحطيمُ كيان الأسرة بكل وسيلة، والعملُ على تدمير العلاقة الطبيعية بين الرجل والمرأة، وإعلاءُ رايات الشذوذ والانحراف.
* تشجيعٌ خفيّ مع ضَخ أموالٍ هائلة لنشر التشدد الديني والطائفية والعفن السلفي في هذا البلد أو ذاك لحرمانه من النهوض والتمتعِ بأنوار الشمس والحضارة.
* ديكتاتورية مستحدَثة في عصر العولمة تفوق فظاعتُها كلَّ الديكتاتوريات القديمة هي سلطةُ الشركات المتعددة الجنسيات المتنوعة القذارات حيث صارت هذه هي الحاكم الفعلي للعالم، وكلُّ الحكومات- على كثرتها- مجردُ شُرَّابة خُرج!
* نهبٌ متواصل لخيرات الشعوب الضعيفة، ومحاصرتُها بالقهر والجوع والعقوباتِ الوحشية حتى بلغ عدد مَنْ لا يجدون اللقمة مليارَ جائع، وعدد المشرَّدين ملياراً آخر، وعدد المكتئبين باقي سكان الأرض!
سننتهي قريباً على أيدي المجانين.. مجنون في كوريا، مجنون في روسيا، مجنون في أمريكا، مجنون في كل دولة قوية يضع إصبعَهُ على الزر النووي!
أبحثُ عن حكواتي سيبقى فوق الأرض ليروي خبرَنا للكواكب وأقمار السماء، لكنْ مَنْ سيبقى؟ الحكواتية سيموتون مثلَنا، وسيكون دمارُنا حكايةً لن يرويها أحد.
*
٢٠٢٢/١١/١١