أكتبُ العديدَ مِن الكلماتِ بقلمٍ مُتعجبٍ نحو الحياةِ والمواقفِ اللامُتناهية في الصُعوبة والقَسوة الطاغيةُ في السَواد التي لطالما كانت المُلاحظةُ على أنها تولدُ شُحناتٍ كبيرة بين الكلمات وبعضها البعض والمشاعر المُتولدة عند قراءة تلك الكلمات فتجعلُها تتجاذبُ بطريقةٍ إحترافية بحتة مِنها السالبُ والموجب،تتجاذبُ بطريقةٍ تصلُ لِجوف القارىء بسلاسةٍ سريعة للغاية تصلُ إلى الهدف والوجهةِ المَعنية دون تعبٍ قط، رُبما تصلُ قبل ذلك لِجوف من يكتبُها أيضاً تصلُ إلى ذلك المكانِ المُعتم الذي مرّ وقتٌ طويل على إعتياده على الظلام فتقومُ بإضاءته أو التذكير بأن هُنالك فراغٌ هائل يبتلعُ داخلك شيئاً فشيئاً ،فتجدُ طريقةً مَلأِه عن طريق تلكَ الكلماتُ التي تُكتب بقلمٍ ليس كأيّ قلم،كلماتٌ ساحرة خرجت من قلمٍ حكيمٍ للغاية،قلمٌ مُتعطشٌ جداً نحو الغدر والإيقاعِ بك أيُها القارىء،للتحكم بمشاعِركَ المُقيدة فيجعلُها تثور كبرُكان، فلا يجعلُ يومك يمرُّ بِسلام قط، كلماتٌ تتحكم بإنكسابِ دموعِك،بتذكيرك بالأشخاصِ والمَواقف التي حُفرِت داخلك بِطُرقٍ مؤلمة، عزيزي القارىء كُنتُ أستخدمُ صدق مشاعري بطريقةٍ خداعة نحو القلم،تغليفُها بطريقةٍ أبشع لتُصبِح غايةٌ في السوداوية والحُزن ،كُنت أزيفُ سعادتي بكتابةِ نص مليءٌ بالغرق وعدم القدرة على النجاة،كُنت أعتادُ على تلك الخيانةِ فقط ،رُبما أصعبُ أنواع الخيانة التي مررتُ بها طوال حياتي،خيانةٌ لم تأتِ إلا كُرهًا وإجبارًا ، خيانةُ القلم كان جزءٌ لا يتجزأ مني، كان محور كتاباتي جميعها،خيانةُ ذلك القلم هي من صَنعت تلك الكتاباتُ جميعها ولستُ أنا،لا زلِتُ أعتادُ على تِلك الخيانة التي تُزيفُ كُل شيءٍ أشعرُ بِه بحقيقةٍ مؤلمة للغاية ..