خاص لصحيفة آفاق حرة:
____________________
على شُرفة ذكرى..(خاطرة)
بقلم الروائي: محمد فتحي المقداد
– سيّدتي.. أرتالُ الحزن تُباغتني، وربّما أوشَكْتُ على البكاء.. يومي مُزدحمٌ بأسبابه.
– ردّدتْ صدى نحيبي: على فكرة.. منذُ صحوتي مع الشروق، ورغبةٌ عارمة تستدِرُّ دموعي.
-سيّدتي أرجوكِ: لا وقت لدي للتفكير.. يشغلني..!! من سيوقد لي الشموع؟.
– لتخرجَني من استغراقي، أجفلني صراخها: الجميع بانتظار نكشة لينفجر، وأتفهّمُ خصوصيّة أحاسيسكَ.
– ولكن، أين سأوقدها؟. يا سيدتي
– أوقدها في قلبك.. ولا تنتظر أحدًا.. فإن لم يُسعِد أحدنا نفسه، فلا ينتظر السعادة على طبق ذهبيّ يُقدّم له مجّانًا.
– بصراحة كالشّمش.. لا مِراء فيها: لا أجدُ وقتًا.. أوْقِديها.. هيّا.. ماذا تنتظرين..!؟.
– سأفعلُ من أجلكَ.. وتستحق الف شمعة..
– ألفٌ فقط..!!. فأنا روائيٌّ أحتاجُ شموعَ الكون أجمع، عَلّها تضيء جُزءًا من مُحيطات عتمتي.
– أوووه..!! بكلّ الضوء الذي فيك لا تحتاج سوى أن تُغمض عينيك، لترى.
– مشاعرُ حروفي الحبيسة تتناهبني.
– شُعوركَ الذي ينتابك هو تدفق لبعض الإبداع، أعرف أنّ علماء النّقد يقولون: “ان الكاتب المبدع تنتابه أحوال غريبة، وكأنه شخص آخر.
– وكأنّكِ تُطلقين سهام الإيهام على دموعي بجنون.
– لا أبدًا.. أبدًا، بل من كان الياسمين موطنه؛ فلتكن سماؤه قاربَ الإحساس المُبحر على جناح الكلمة، مؤكّدٌ أنّه سيرسو على ضفاف النّورِ.
– أهكذا إذن..!!؟.
-نعم هو النّور داخلكَ، كمجرّة بسبع شموس.. يفردُ أجنحةً حانية في فضاءات الرّوح، لأنّه حتماً.. يشبهك تمامًا.
_______
عمّان – الأردنّ
٢٠٢٠/٩/١١