عيد ميلاد سعيد/بقلم محمد فتحي المقداد

لصحيفة آفاق حرة
……………………

عيد ميلاد سعيد(خاطرة)

بقلم الروائي محمد فتحي المقداد

ابني الصغير دائم المحاولة الوقوف على رؤوس أصابعه، مُتطاولًا للأعلى؛ ليثبت لي ولأمّه أنّه ازداد كِبَرًا بطوله، ونظراته الجذلى بفرحه الغامر، في كلّ محاولة له أصابُ بنوبة حزن عميقة تجتاح دواخلي، وتساؤلات كسيل جارف لا تتوقّف.
ما بال هذا الولد يستعجل استجلاب الهموم والأحزان.. وتحمّل المسؤوليّات الجِسام؟، لا يدري أنّه في واقع لا يُشجّع على الحياة، بكلّ معطياته المُحرّضة على الاكتئاب والانفصام والانتحار.
تتأجّج أحزاني عند سماعي بإقامة حفلات أعياد الميلاد في العائلات المنكوبة على جميع الأصعدة، اعتبارًا من تأمين الرّغيف دائمًا، أخيرًا أستكين لفكرة طرد الأحزان، واختلاق مساحات الحياة والفرح.
كلّ سنة تجيء تزيد في أعمارنا؛ لكنّها تُنقص رصيدنا من الحياة مُقتربة بنا خطوة أو خُطوات باتّجاه نهايات آجالنا المحتومة. كيف لي أن أفرح مع بداية العام القادم، وكثيرًا ما أتلقّى التهاني، وأردّ عليها مُجبرًا تأدّبًا متماشيًا مع مشاعر الآخرين. الحروب والدمار والقتل و الأعداء والأوبئة والحظر والموت الجماعيّ وضيق العيش، لم تسمح لنا برؤية مواسم الأفراح الماضية، بكلّ تأكيد القادم ليس الأجمل والأفضل، كما نرتجي ونأمل، ولم يبق من الشّموع في جعبتنا لنوقدها. مزيدٌ من اللامبالاة والتطنيش.. مزيد من الأفراح والاحتفالات.
من كتابي (من أول السطر)

عن هشام شمسان

هشام سعيد شمسان أديب وكاتب يمني مهتم بالنقد الثقافي والأدبي ، ويكتب القصة القصيرة والشعر . له عددمن المؤلفات النقدية والسردية والشعرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!