لصحيفة آفاق حرة:
_______________
( قبل الخطيئة بدقائق )
الأديبة- عبير أحمد
فى عمق الفجوة الحالكة ..بين الضلوع الحانية،
تكمن أبعاد كينونتنا البائسة وأقدارنا المجهولة .
نسبح فى ماء لاتدركه الأمواج، ولكن تدركه الأقدار
كل غوره شطآن.
كل الحواس ساجدة ..خاشعة
نسكن عرايا الأجساد تسترنا الضلوع
أنفسنا مازالت خلجاتها ناصعة البياض،
الأجساد زاهدة فيما ملكت !
أعيننا المغشيُّ عليها، لاتدرك الطريق الممهد للخطيئة .
ذاكرتنا خاوية لاتوجد فيها حتى معنى الأنا !
أدوات الخطيئة معطلة لحين خروجنا من تلك الفجوة الآمنة، ظنًا منا إننا؛ سنخرج لمكانٍ أشد أمنًا، وأكثر اتساعًا !!
الحلم الأوحد الذى يراودنا هو حلم الخروج .
حلم أشبه .. بثغر ربيع، يتباكى للخريف .
أشبه……..،بحنين حياة تحاكي العدم !
نسمع أصوات الضحكات بالخارج، نبتسم، ونقول حقًا حقا إنها الحياة !!!!!
ونسمع صوت العويل والآهات ..نشك إننا لم نعرفها أبدا حق اليقين !
نتوق لضرب الدف للصبي،
ولطم الخدود للصبيات.
نعرف حتمية أن نولد، ولانعرف حتمية للبقاء،
نتوق أن نعبر الرحلة بسفننا المتهالكة، والمجداف الملعون !
نتوق للخلود رغم ماكتب على جبيننا سالفًا….نحن عابرون.
حتى جاء المخاض
تسقط المشيمة، وتلتصق الخطيئة بالإنسان
ينعم برائحة الخطيئة الأولى، وهى الحياة .
نتوق لمذاق التفاحة، ودرس الغراب
ثم تتوالى الخطاي؛
لأننا جئنا إلى الحياة على هيئة إنسان .
فهى خطيئتنا ……ونحن خطاياها !
….
القاهرة. مصر