نشيد المعلم/بقلم:عبده يحيى الدباني(اليمن)

الإهداء الى الزملاء الأحباء المعلمين
والمعلمات في ربوع جنوبنا الحبيب.

يا إخوتي
هل تعرفون من أنا؟
إني أنا المعلمُ!
إني أنا النهار ذائباً في ليل أمتي
إني أنا الإنسان باحثاً في غابكم عن واحة الإنسان،
أريد كل واحد في أمتي أن يعشق الحياة والجمال والإنسان
أريدكم أن ترتقوا سلالم الرحمن
أخاف عنكمُ أن تخسروا غداً حدائق الجنان
أخاف عنكمُ أن تغرقوا في لجة الشيطان .
دهر مضى يا إخوتي وأنتم لم تسمعوا نشيديَ الحزين
لم تمنحوني حبكم لعلني أجدد الحنين
دهر مضى ولم أزل أصارع الخريف والأنين
لأنكم لا تفقهون من أنا.
أنا سماء ممطرة
أنا رحيل دائم وأغنيات طاهرة
يا إخوتي إني ليالٍ مقمرة
تاريخيَ القديم والجديد
مزارع من الشذى من الهدى من الأسى الفريد
وهكذا لما أزل ولن أزال أعشق البعيد
وأحرق الظلام في مدينتي وأعصر الحديد!
إليكم يا إخوتي ما أطول الطريق!
وما أمر رحلتي مشرداً وحافياً لا ظل لا رفيق
هلا تقدرون رحلتي.. هلا تساعدونني لأطفئ الحريق
وأنقذ الغريق!
التاجر الجلاد تعرفونه
تقدسونه
تنهمرون فرحة لو مر في شارعكم
وتنحني رؤوسكم لو وقفت سيارة جديدة مغرورة أمامكم
أما أنا فلم تروني أبدا
ولن تروني أبدا
لأنني .. لأنني معلمُ
لأنني في حبكم متيمُ.
الضابط الكبير تعرفونهُ
تلاحقونهُ
وتحملون خبزكم وقاتكم وتمنحونهُ
أما أنا فإنكم لم تسألوا عن حالتي
لم ترحموا شبابتي
لأنني – في رأيكم- معلمُ
لأنني في ليلكم مشاعلٌ وأنجمُ.
القائد الكبير
والشيخ والأمير والوزير
وكل من تمجدون اليوم كلهم مروا على يدي
ذاك الشعاع سار من هنا
وهذه الغصون قد نمت في واحتي أنا
وتلكم السحاب لم تكن إن لم أكن محيطها وبحرها أنا
لكنكم ياللأسى لا تفقهون من
أنـــــــــــا!!
أطفاليَ المعذبون تركتهم هناك ..
في وهدة من الجبال
وفي المساء ينظرون
لعل قادما يطل من هناك
لعله اباهم الشريد عائد
بالحب والسلال
فينظرون ينظرون
وفي عيونهم مرارة السؤال
فيدخلون واجمين في ليلة عاصفة
من البكاء والسعال .

إني أنا المعلمُ
تسكنني البلاد كلها لكنني بلا سكن
مهمشاً أعيش دائماً تعصف بي الأقدار والزمن
قصائدي تبخرت بلا ثمن
هل ذا جرى لأنني معلمُ
أم أنه لأنني أعيش في اليمن؟!
أناملي مثل الشتاء ترتجف
وأنهري قد بدأت تجف
ورحلتي في البحر قد تقف
لأنكم لا تفقهون من أنا
ورغم ذا فإنني كالسندباد
تشدني مواسم المعاد
ما زلت قادرا
أن أخلقَ الحياة
وأصنع النجاة
واخلع الانواء والسواد
ألم أكن أحملكم نحو الشروق والفلاح؟
وأبعث الربيع في حقولكم وأرسل الرياح؟
وأنتم تعظمون دائماً من يرفع السلاح
وينشر الشقاء في الآفاق والجراح
لكنني غداً بقوتي أنا
سأهزم السلاح
وأطرد الأحزان والضلال عن بلادنا
وأطمس الجراح
وحينها ستعلمون من أنا

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!