الذعر / بقلم ريم بندك

ملأني الذعر
كيف يتملكنا الوهم هكذا أكثر من الحقيقة؟؟
كيف ندافع عنه بضراوة وننكرها بحفاوة؟؟
أنا من آويت غربان الخواء صدري
وتركت أروقة القلب مشرعة للسراب 
أنا من رسمت جناحاه على الأرصفة والطرقات
وزواريب الذاكرة وكسرت أجنحتي ليطير هو ..
فسقطت!!
لم أدعي الموت لكني متُ مراتٍ ومرات
لم يكن يدري كيف يتوقف العمر بمحطةٍ ما
فلا يعود الموت بعدها يخيف حتى..
ولأني أحيا بكبرياءٍ تعيس
كبرياءٍ ثقيل
كبرياءٍ مظلم
تركتُ العتمة لي وحدي ومضيت..

لم تأخذني الحياة يوماً على محمل الجد
بل كانت لاتتوقف تعثرني وتضحك عالياً بصخب
ولم تكن تكل من خيباتي المتلاحقة
حتى ترمي الأخرى بوجهي ..
وانا كما دائما ألاحقها كفراشات الحقل
و أعدها واحدة اثنان ثلاثة أربعة …
وأبتسم أبتسم فقط !!
نحن الذين ندعي الشعر نتقن أكاذيبه بشراهة
نتقن مواسم الحزن وأعراس الفرح
نتقن خذلان الحب كما رعشاته المرمية
على أطراف السرير..
نحن من ندّعي أن الشعر يأتي
مع سرب الحمام و ألوان الطيف
نجر خلفنا اختلاجاتنا وشهقات أرواحنا
كما نسحب سلاسل الكلمات من بين السطور بغير ألم ..
فالشعر كما الحب قيد..
قيدٌ لا انعتاق فيه.

الدخان لايطال الجحيم وحده
الدخان يطال كل شيء هنا حتى الأفكار
فتصبح خانقة جداً كبئرٍ موحش..
لم تُبن الأشياء على مقاساتنا يوماً
كما رحيله الذي جاء فضفاضاً جداً ..
تاركاً لي مساحاتٍ كبيرةٍ من الندم والوحدة
مساحاتٍ لايمكن رتقها بسواه
مساحاتٍ قد تفيض يوماً وقد تُغرق
وأنا لا أملك بيدي
سوى قشته !!

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!