عيونهُ مقامِرَةٌ وصوتهُ سميكٌ ، كفُّهُ أَجَشٌّ وجسمهُ مربع لكنهُ يجيدُ وصفَ حصانهِ ويُضفي عليهِ أريجاً يندهني كأنهُ سَوْطٌ… يحبُّ عربتهُ ويذوبُ في أنها تجيدُ رسم البكاءِ والضحكِ على الجلودِ… أوراقهُ الباهتةُ تَبُخُّ حماساً يُحِسُّ به الطريقُ فينادي أنا البحرُ القديمُ، أنا الجناحُ الذي رَكِبَتْهُ الساحرةُ وجابت ملابسَ المقتولِ من تحت الغمامةِ … ينطُّ الأبطالُ في جيوبي ومنها إلى الرعشةِ، القلقةِ من أي بهجةٍ، فأعودُ إلى كلامِكِ يا أمي : العفاريتُ هي كل ما تحبُّ… تتشكلُ كي تسرقَ روحكَ وتحقنها في أقربِ حيوانٍ…
أنا لا أريدُ أن أصيرَ حصاناً ولا شيطاناً في هيئةِ فنانٍ يا أم … قرونهُ تشرَعُ في الطلوعِ من غير حتى أن يلتفتَ بعيونٍ ناريةٍ … واثقٌ وذيلهُ يُثْقِلُ العربةَ … سأُقاومهُ برعبي وأُبرزُ حراشفي من الأورادِ وأسقيها دماً … لن أُصَدِّقَ العصافير ولا البناتَ اللاتي يلعبنَ في حارةِ العيدِ ولا البالونَ الكبير الثرثار…
سأضمُّ كَفِّي وأهمسُ : أتمنى أن أصيرَ رماداً
فيتوهَ عني ويعودَ لوحدتهِ مع لوحاتٍ يزورها الذبابُ
وحصانٍ يصيرُ عجوزاً كل ظُلْمَةٍ
وجيرانٍ تقشَّروا على الحائطِ
ولم يتركوا
حتى
ابتسامة ….