القش الذي اتهمناه / ايمان عبد العزيز

القش الذي اتهمناه – زورا-

بقصم ظهور البعير

يكفي لتكوير أرض جديدة

وقذف أرضنا في وجوه المرائين..

 

الأم التي تصد بكاء طفلها

بمنفضة السجاجيد

لم تترك لها القشة المتعجلة وقتا

لتخزّن بعض الانفعالات التربوية النموذجية

في أدراج ” الديب فريزر ”

لم تترك لها فرصة لتكسر قضيب زوجها

الذي يغمده في قلبها كل مساء

ها هو يتكاثر قضبانا تسجن حلما قديما لها

قبل أن يتطاول على ذاته العليا ..

 

الصديقة التي تبقّع غيرتها

فساتين عرائسي  الجديدة؛

التهمت قشّتها كعكات سعادتي البدائية

حين اختفيتُ من دفتر مذكرات حبي الأول

وحين ألقيتُ استقالتي في وجه مشدّات الخصر

وشهادة تخرّجي الأنيقة ..

وحين وقفتُ مع العصافير على سلوك الكهرباء…

فلماذا تلومني اليوم لأن معدتها

– على  الأحرى ” كرشها ” –

يعجز عن التمدد في رحاب قصديتي  ؟

 

الكرسي الذي امتص الحياة من فقراتي القطنية

قصمت ظهرهُ قشة الرتابة

ليتها هندمته ليكون مركبا صالحا للإبحار السريع

في دروب الترقيات المقفر ..

ليتها نهشت منه قدما لأمنحه قدمي

وأواجه ذاتي بالعاهة المتأصلة فيّ ..

 

كل القش الذي اتهمناه زورا

بقصم ظهور البعير

يمكن أن يكون حشوا لأنابيب الأوكسجين

كي نخلص المستشفيات من عدد لابأس به من المرضى المشاغبين  ..

يمكنه أن يكون سدادة لأفواه المجانين / الصابئين/ الثائرين

لكنه لا يصلح لتكميم أفواه البنادق

أو تعطيل مكابح ليلة قررت أن تغادر ..

أو وضع مفردة قذرة كالمساواة

في غسّالة حاكم  ..

 

نم على الأرض مثلي

و انتظر

قد تقبّلك عجلات السيارات

أو تحمصك الشمس

تنفث فيك الأحذية أثقالها / خسائرها من أمتار الشوارع / انتماءاتها  السياسية /  اختياراتها الإجرامية المنطقية ..

 

ربما تلقحك حبوب لقاح سقطت من النحل عفويا

فتصبح وردة تخون ألوانها

حين يأتي الخريف

أو تجف

وتسعد بتجربة أن تكون ذات مرة

محض قشة ..!

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!