الماء وجه للزمن / بقلم:مها قربي ( سوريا)

يا أيها الوطن …..البعيد

إني أسافر في انتظارك.

لوني…. بقايا الشمس

في الأرض الخريفية .

عيناي حالمتان .

قلبي نزيف النخلة العذراء…

ينبض في العراء.

وأنا المتوج بالظلام

معفر بالريح

تلعقني السلاسل….

دربي … ارتحال الشرق

في المدن الكبيرة والصغيرة.

أقتات …من صخب المرافئ

وتجارة الفرح المعلب والسجائر

دربي امتداد البحر…..

تغزوه المقابر .

وأنا ارتدادصدى المنارات الطفولية

في زمان الملح ….  ثائر ..

يا ايها الوطن البعيد

أنهِ انتشارك في دمي

فأنا تراب .. !!!!

أنهِ انتماءك للتراب .

وأنافضاء ….

أوقف رحيلك في الهواء .

واذهب مع الموج الغريب

مدثراً بالياسمين

وانقش ….على جدار الشارع العربي اسمي .

ولملم .. عن جرحي بقايا الأبجدية .

وارجع مع الحلم ..   ….

في لحظة الموت.

فتلك الساعة …  …الموعد …

تأتيني وآتيك

أحدق فيك

في عينيك

في جسدي

لأرى بريقا لامعاً

وارى … شعاعاً

فأحس أني أحترق ….

في ساعة العهر المكلل بانعتاقي

تسكن الأحلام رأسي

أرقب الزمن الوئيد …    …..وأقترب

عند الوصول إليك ….أعرف أنني أنثى

تعال وضمني

دعني أعش حلم التفاعل بين جسدينا

ودعني ألتهب …

ولتحترق… كل السنين الراحلات ..عند مقابر القتلى الجماعية ….

ولترتحل مع الرمال الصفر..

تنفي لونها ……ولتشتعل .

ولتركع الآلهة

للحب المقدس بيننا ….

ولتغترب .

لاشيء بعد لقائنا نرجو انتظاره

فالشمس تسكن في المحارة

والضوء يسبح في المدى

لاشيء بعد اليوم …..يبعدنا

نحن التحمنا ….وانتهت كل الفواصل .

يا أيها الوطن

الحبيب

ارجع …..تناسل في دمي

…..في بكارات البلاد

أنهِ اغترابك عن دمي …

أنهِ انتماءك للظلال ….

فأنا وأنت حقيقة …

من همنا السري تولد ….

وانا وأنت سفينة …

وصلت فأرّخت المرافئ ذكرها

وانا وانت شريعةٌ

صدرت نواميس الوجود بحقها

فتحنطت باقي الوجوه….مقنعة

هذا اجتماعنا ياوطن ..

والماء وجه للزمن.

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!