مسح فيضان الدموع الذي أغرق وجهه وأضاف:
– سألتها عن الأمور التي تحبها لألزمها فلم تجب، وعن الأمور التي تكرهها لأتركها فلم تجب كذلك، هي تحب أن تبقى مجهولة بالنسبة لي، مزاجيتها تستعصي على الفهم، لا تميز بين التدلل والصد وذلك يؤلم قلبي، ما زلت لا أدري هل تبادلني المشاعر نفسها فأواصل الاقتراب منها، أم أنا شخص عادي ظهر في حياتها كغيره من الهوامش وسيختفي بعد حين، حاولت جاهدًا أن أكتشف ذلك فلم أقدر، عامان كاملان وأنا على هذه الحالة، أراها بشكل شبه يومي لكني لا أنال منها سوء ابتسامة تعقب كل معلومة تحصل عليها مني؛ فهل لديك طريقة -أيها الغريب- تجعلني أحصل على الإجابة تجعلني أتخلص من هذا الصراع يكاد أن يمزقني؟
نظرت إليه بشفقة وقلة حيلة وقلت:
– من التي فعلت بك كل هذا؟
امتلأت عيناه بالدموع وشهق شهقة جعلت قشعريرة تسري في جسدي، رأيته ينظر إلى الأفق بحسرة بدون أن ينطق بكلمة واحدة، تحركت من مكاني وجلست قبالته ونظرت إلى عينيه اللتين بهت نورهما في تلك اللحظة، أعدت عليه السؤال فأشاح ببصره بعيدًا عني وقال:
– إنها…