هُنالك أماكنٌ ليس فيها شيءٌ يسحرُ اللبَ والقلب
لا تستحقُ أن يشِدّ إليها الرحالُ
ليست المقابرُ منها
المقابرُ ليست خيالا مِن خيال..
…………………………….
بين شواهِدِ القبورِ يترصدُ الشفقُ مُهْجتي
فأناجي الصّمتَ في وحي المَقابر
وينَاغيني في أفقِها ملاكٌ حائرٌ
(السلامُ عليكم ديار قومٍ مؤمنين أنتم السابقون و…)
تفسحوا بالمجالس
اجتماعُ النقيضين يُغطي وَجُه النهارِ
نومٌ وسمار
إصرارٌ على النوم
ونومٌ على الإصرار
طائرٌ يحلقُ بذراتِ الترابِ المُعطرة
بجمارِ القلوبِ ونشوةِ الوردِ المُعفر..
………………………..
مدينة ُالأمواتِ العامرة
مواصفاتٌ تُلبي رَغبَة إشراقٍ مُستتر
إشراقٌ واسعٌ وعالمٌ هائلٌ في رواج السّباتْ
لا تحبّذ رَفع غِطاءٍ عنها الظلماتُ
ليشع في الشمسِ عالمٌ
ليس فيه سُوق
وفيه كُل شيءٍ ساحر..
يرقدُ أهلهُ بلا فرزٍ.. بلا خمرٍ
باردةٌ رؤوسُهم بلا حربٍ ومناجل
بلا موتٍ أعمقُ مما هم فيه
بلا صفات يتشبثون بها حدّ الوله
بلا خصال لا رحمة تَفرِزها ومُلاطفات
كهمسِ رَفْه جَناح فراشة
…………………..
صَحوةٌ أهلِ القبورِ في رأسِها عينُ نسر
ليس دونها شركٌ عابر
ترنٌ بعيداً عن كؤوسِ التملقِ و ..
وشاهدةُ القبرِ علامةٌ على مغنمٍ حاضر
يمثلُ رَمَزه ويزدري وميضَ سِحرٍ قديمْ
لا يتعايشُ مع بهجةِ الحدثِ النازلْ
حيث النبع الثمين هُنا تحت وسادةِ النائمْ
بين نجومٍ وحمائمٍ تضيء قناديلَ قُبة
الروح .. الروح التي تحومُ قريبا مكسورة الظهر
…………………………….
فات أوانٌ وجاءَ زمانٌ نادر
ليس على مَن ماتَ بقلبهِ خاطر
على البسيطةِ لا تحت الثرى المُصان
الجنانُ لمَن في قلبهِ جِنان
والأمانُ سفرٌ جَماعي واع
قافلةٌ لا تسلكُ دربين…
…………………………….
القبورُ غرفٌ بطيئةُ النزول
داخلُها المرئي والمرجى
بلا طمعٍ وفجورٍ وبدائل
أماكنٌ فيها شيءٌ يسحرُ اللب
تستحقُ أن يشِدّ إليها الرحالُ
ليست المقابرُ خيالا مِن خيال..
السلامُ عليكم ديار قوم مؤمنين، أنتم السابقون و …