كل شيء أمامي الآن…
في منتصف فبراير
حين فشل الصقيع في تضميد صرختي
أمي ووجه القابلة
جدتي والملابس الصغيرة
المكان الذي تدرجت علاقتنا معا…
لعداوة محكمة
فكيف لحماية هذه الليلة ألا تغيب…
وللنار ألا تستعر مرات أخر
فوق مجمرة تبتهج بالبخور
لتسطو على البيت والشوارع.
لم يكن صمت مدفع الإفطار عاديا
وهلال شوال غير واضح
والرماد الذي تمنيته عسيرا
الشوارع مثلما كانت
والنخلة المطلة على النافذة
لا تزال نخلة…
حتى السرير الذي تلقفني
برغم تهالكه سريرا
بعد أكثر من أربعين سنة
كل شيء حتى تلك الليلة البعيدة
كائن في محله
والوليد القادم في منتصف الشهر
استبدل بي
دون أن أتى
أن نقطة دم واحدة
ألقت بكل هؤلاء المارة
وثمرة واحدة
أرسلتهم إلى الموت